أن الله يستطيع بسلطانه أن يمنع شر الإنسان قبل أن يحدث، كما فعل مع أبيمالك قديمًا، حين قال له في حلم: «أَنَا أَيْضًا عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هذَا. وَأَنَا أَيْضًا أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ، لِذلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا» (تكوين٢٠: ٦)، فإن الله يستطيع أيضًا بسلطانه أن يسمح لفاعل شر أن يفعله بكل حريته، وسيدينه عليه، ثم يأخذ هذا الشر ويحوله خيرًا، كما قال يوسف لإخوته: «أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا» (تكوين٥٠: ٢٠). وبالتأكيد فإن قصد الخير لله غير المحدود، سيفوق قصد أي إنسان بالشر لأنه محدود.
فمهارة السائق لا تظهر فقط عبر تجنب المطبات والحوادث، ولكن عبر تصرفه الجيد بعد أن تحدث، ومهارة الصانع ليست فقط في أن يصنع تحفة جميلة من مادة جديدة، ولكن أن يصنع تحفة مثلها من مادة رديئة وسبق أن فسدت.