المؤمن يعيش كغريب ونزيل: أي لا يكون في منصب عالمي كبير
صحيح أن الذين دعاهم الرب بنعمته معظمهم من فقراء العالم، وليس كثيرون منهم من الشرفاء أي (ملوك وأمراء ورؤساء) لكنهم قليلون؛ فالإيمان لا يتعارض مع الغنى أو المركز الاجتماعي الكبير. عيشة المؤمن كالغريب معناها أنه مهما كان مركزه وغناه (مثل إبراهيم أبو المؤمنين) لكنه يهتم بما فوق وما هو أبدي ولا ينجذب قلبه إلى كل ما هو مؤقت على الأرض. قال الرسول بطرس في رسالته الأولى «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ» (١بطرس٢: ١١)، لم يقل أن نمتنع عن امتلاك البيوت أو الحصول على شهادات دراسية عليا أو مراكز مرموقة في العالم، لكن لا تكون هذه الأمور أهدافًا في حد ذاتها تكرس لأجلها الحياة (كما يشتهي الإنسان الطبيعي)، أي لا تأخذ قلبه وتستهلك عمره على حساب دعوته السماوية وتكريسه للرب.