رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جه يكحلها عماها الكُحل هو مسحوق حجر الأثمد (الأنتيمون Antimony) لذا يُقال: «كَحَّلَتْ بِالأُثْمُدِ عَيْنَيْهَا» (١ملوك٩: ٣٠؛ إرميا٤: ٣٠). ويستخدم مسحوق الكُحل يوضعه على حواف الجفون فتبدو محدَّدة. وانتشر استخدامه منذ قديم الزمن كأحد مواد التجميل للنساء، كما اشتهر باستعماله على اعتبار أنه يقوي البصر ويحمي العين من أشعة الشمس والأتربة. وبهذا، فإن معنى المثل أن شخصًا أراد أن يجمِّل شيئًا أو يصحِّحه فيخربه تمامًا، كمن حاول أن يضع كحلاً على الجفون ففقأ العين نفسها. والحقيقة أننا نختبر هذا في حياتنا كثيرًا. فكم من أمور تدخلنا فيها وأفسدناها على أنفسنا. كم من مواقف وعلاقات أفسدناها. يا له من أمر مؤسف. لكن الأكثر أهمية هو أننا نصنع ذلك في أمورنا الروحية أيضًا. فكم من مرة أردنا أن نصلح فسادنا بأنفسنا. اسمع اختبار ذاك الذي قال عن نفسه «لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ» كان اكتشافه «فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا، بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ... أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ» (رومية ٧: ١٨-٢٠)، ولا أمل لمثل هذا إلا في عون من الأعالي يأتيه من رربنا يسوع بعمل روحه. لكن الأسواء هو الذي يحاول أن يتجاهل أو يجمل قبحه ذاك الذي يُقال عنه «لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ» والنتيجة «هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي». إن كنت مثل هذا الشخص فلا زالت الدعوة قائمة لك من فم الرب نفسه «أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَيْ تُبْصِرَ» والسبيل العملي لذلك هو «فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ». ليتك تتجاوب مع دعوته الكريمة «هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي... مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ» (رؤيا٣: ١٦-٢٢). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ماشفناش شرير اتباهى وعلا في صوته وإيده علاها |
ما القصة وراء «جه يكحلها عماها»؟ |
مجدوا دوما علاها |
مجدوا دوما علاها |