بلا شك كان دانيال حزينًا، لا لأنه سبيَ مثل كثيرين من الشعوب التي أخضعها نبوخذنصر، وإنما ما هو أكثر أنه حُرِم من أرض الموعد، ومن التمتُّع بالمدينة المقدسة وهيكل الرب. لكن الله استخدمه لعمل أعظم وسط الشعوب، ولرسالة فائقة تستمر عبر الأجيال. هكذا أعطاه الله نجاحًا حسب الفكر الإلهي لا حسب فكرنا البشري. لقد حُرم من الهيكل في أورشليم، لكنه وقف أمام هيكل الرب الجديد ليفتح أبواب الرجاء للأمم للتمتع بالمُقدسات الإلهية، فحق له الترنم: "اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السُكنى في خيام الأشرار" (مز 84: 10). لهذا حسبه حزقيال النبي أحد الرجال الأولين الثلاثة العظماء: "نوح ودانيال وأيوب" (حز 14: 14).