تُقدم لنا حياة دانيال صورة حيَّة عن معاملات الله معنا. بين الحين والآخر يتمجد الله في حياة دانيال ويستخدمه لخدمة شعبه المسبي. لكن قدر ما كان الله يتمجد فيه، كان عدوّ الخير يخطط لتحطيمه، فتتحول الخطة لبنيان ملكوت الله. الآن وقد بدى دانيال كمن هو خارج المسرح يجتذبه إلى القصر خلال رؤيا بيلشاصر، وينتهي الأمر أن يرتدي الأرجوان والقلادة من ذهب في عنقه ويصير الرجل الثالث في المملكة. لم يدم هذا أكثر من ساعات قليلة حيث استولى كورش على بابل وقتل الملك بيلشاصر، ووجد دانيال بهذا اللباس، وإذ سأل عنه عرف أنه تنبأ عن سقوط مملكة بابل وقيام مملكة فارس، وعن نصرة كورش إلخ. كرَّمه وقربه إليه كرجل الله، وتعاطف مع شعبه. وكأن الله قد سمح بما ورد في هذا الأصحاح في اللحظات الحاسمة لسقوط بابل ونصرة فارس حتى يصغي كورش لدانيال وشعبه، ويستمع إلى نبوات إرميا النبي عن عودتهم بعد سبعين عامًا من السبي، فأصدر أمره بذلك (عز 1: 1-4).