رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"حينئذٍ تحيرَ دانيال الذي اسمهُ بلطشاصر ساعة واحدة وأفزعتهُ أفكارهُ. أجاب الملك وقال: يا بلطشاصر لا يفزعك الحلم ولا تعبيرهُ. فأجاب بلطشاصر: الحلم لمبغضيك وتعبيرهُ لأعاديك" [19]. "الشجرة التي رأيتها، التي كبِرت وقويت، وبلغَ علوها إلى السماء، ومنظرها إلى كُل الأرض، وأوراقها جميلة وثمرها كثير، وفيها طعام للجميع، وتحتها سكن حيوان البَر، وفي أغصانها سكنت طيور السماء، إنما هي أنت يا أيها الملك، الذي كبرت وتقويت، وعظمتك قد زادت، وبلغت إلى السماء، وسُلطانك إلى أقصى الأرض" [20-22]. هنا تظهر حكمة دانيال العجيبة، فمع محبته للملك واتضاعه أمامه، وشوقه الحقيقي أن ينقذه من الكارثة، تحدث معه كخادم للكلمة بكل صراحة، ونطق معه بالحق الإلهي. يقدم دانيال النبي درسًا عمليًا للخدمة، فالخادم يترفق بالخطاة ويشتهي خلاصهم، إن وبخ لا ينسى نفسه كإنسان ضعيفٍ؛ وفي نفس الوقت لا يهادن الخطاة على حساب الحق، ولا يخفي غضب الله على الخطية. دانيال النبي المترفق بالملك لم يخَفْه، بل بكل جرأة قال له: "أنت يا أيها الملك". لم يتردد ولا قدّم أعذارًا، ولا تحدث بلغة يبدو فيها أدنى شك، بل في يقينٍ أعلن له أنه هو الشجرة التي تحل بها الكارثة. |
|