رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اتسم دانيال في حواره بالحكمة والوقار مع إيمان أن الذي يُحرك قلبه وقلب الغير هو الله. وكأن يلزمنا أن نضع عنصرًا خفيًا في الحوار وهو "تدخل الله لخيرنا الروحي"، فواضح من [9]، أن ثمرة الحوار ونتائجه لم تكن من فعل شخصية دانيال وحدها، إنما هو نعمة قدمها الله بمراحمه له في عينيّ رئيس الخصيان. فإن قلوب المتولين علينا - حتى إن كانوا غير مؤمنين أو قساة - هي في يد الله، يحركها لحسابنا. "قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يُميله" (أم 21: 1). الله نفسه يريدنا أن نحاوره، كما دخل معه إبراهيم وموسى وداود وغيرهم في حوارٍ معه. . صام دانيال وأصدقاؤه عشرة أيام بجدية وتعبوا، فأعطاهم الله عشرة أضعاف. أعطاهم منظرًا حسنًا وصاروا أسمن من كل الفتيان. ما تم معهم لم يكن طبيعيًا إنَّما هو هبة من الله. ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله (تث 8: 3). * لقد علموا أنه ليس اللحم الأرضي هو الذي يهب الناس جمالًا وقوة، إنما نعمة الله التي يمنحها الكلمة. القديس هيبوليتس الروماني أعطاهم معرفة وعقلًا وحكمة، فالصوم الروحي المعتدل لا يضعف العقل بل يسنده ويقيمه وينميه.. يُقدم لنا هذا السفر صورة حيَّة عن صوم دانيال الذي كان يكتفي بالبقول (القطاني [12])، ممتنعًا عن أكل اللحوم (دا 10: 3) كما امتنع عن كل ترف من شرب الخمر ومن المسح بالدهن (دا 10: 3). مارس المرتل الصوم بنفس الكيفية، إذ يقول: "ركبتايْ ارتعشتا من الصوم، ولحمي هزل من أكل الزيوت" (مز 109: 24). هذا ويُصاحب الصوم عن الأكل التوبة والندامة (دا 10: 2). * كان إيمانه عظيمًا للغاية فأنه ليس فقط وعد أنه سيكون في صحة الجسد بأكله الطعام المتضع، بل وحدد زمنًا لذلك. لم يكن ذلك تهورًا منه بل موضوع إيمان. بهذا الإيمان احتقر الطعام الفاخر الذي للملك. القديس جيروم |
|