رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد حسب دانيال أطايب الملك نجاسة، لماذا؟ · لأن إخوته محرومون من الحياة المترفة، فكيف يعيش في القصر في حياة ترف وغيره محتاج؟! · لأن ما يُقدم على المائدة قد يحوي أطعمة محرمة حسب الشريعة الموسوية، مثل المخنوق ولحوم بعض الحيوانات المحرمة،وهي غير المشقوقة الظلف والتي لا تجتر. وإن كانت بلا شك تقدم أنواعًا كثيرة من اللحوم على مائدة الملك، ويمكن لدانيال ورفقائه أن يختاروا اللحوم المُحللة. · خشي هؤلاء الشبان المسبيون أن تلهيهم أطايب الملك عن معرفة وضعهم الحقيقي كمسبيين. أنهم لا يطلبون مائدة الملك بل حريتهم هم وشعبهم. لن تستقر قلوبهم في قصر غريب، بل يشتهون العودة إلى وطنهم. بلا شك كان دانيال ورفقاءه يئنون في داخلهم من أجل ما حلَّ بالشعب والهيكل والمدينة المقدسة، فأرادوا البقاء في حالة مرارة داخلية حتى يترفق الله بهم ويرد السبيّ. · خشي دانيال من المشتركين في المائدة كمدمنين للخمر، فرفض الخمر تمامًا، وقد قيل: "للذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج: لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت حين تُظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة" (أم 23: 30-31). ولعل دانيال كان يحسب نفسه نذيرًا للرب لا يشرب خمرًا أو مسكرًا (عد 6: 2-3). وقد مُنع الكهنة من استخدامه قبل خدمة الهيكل (لا 10: 1-9)، كما حُرم الملوك من استخدامه (أم 31: 4-5). وكما سبق فرأينا أن هؤلاء الفتية كانوا في مرارة داخلية من أجل السبيّ، فكيف يشربون الخمر علامة الفرح؟! أنهم امتنعوا عنه حتى يرد الله سبيهم. يقول القديس هيبوليتس الروماني: [مباركون هم هؤلاء الذين يحفظون عهد آبائهم ولا يعصون الناموس المُعطى بواسطة موسى، بل يخافون الله الذي أُعلن بواسطته. هؤلاء مع كونهم مسبيين في بلاد غريبة لم تغْرِهم اللحوم الشهية، ولا صاروا عبيدًا لملذَّات الخمر، ولا أمسك بهم إغراء مجد الأمراء؛ بل حفظوا أفواههم مقدسة وطاهرة، وسبحوا بهذه الأفواه الآب السماوي]. * من لم يرد أن يأكل أو يشرب من مائدة الملك وخمره لئلاَّ يتدنس (خاصة إن كان يدرك أن حكمة البابليين وتعليمهم خاطئة) لن يقبل أن يتفوه بما هو خاطئ. القديس جيروم دخل دانيال في حوار فيه شجاعة وجرأة مع دالة ولطف وبروح الاتضاع لا البرّ الذاتي. وكأن الحياة الدينية الحقة هي ممارسة الاعتدال، فلا يعيش الإنسان خانعًا في مذلةٍ ولا أيضًا عنيفًا لا يحترم الغير، أو متشامخًا كمن هو أبرّ منهم. |
|