رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وأمر الملك أشفنز رئيس خصيانه بأن يُحضر من بني إسرائيل ومن نسل الملك ومن الشرفاء، فتيانًا لا عيب فيهم، حسان المنظر، حاذقين في كل حكمة، وعارفين معرفة، وذوي فهم بالعلم، والذين فيهم قوة على الوقوف في قصر الملك فيعلموهم كتابة الكلدانيين ولسانهم" [3-4]. يزعم بعض النقاد المتحررين أنه لم يرد اسم أشفنز في سجلات بابل القديمة، وأن هذه الشخصية غير تاريخية. لكن فيما بعد اكتشف أحد علماء الآشوريات هذا الاسم على لوح طيني في خرائب بابل، وهو محفوظ الآن في المتحف البريطاني. أقام الملك معهدًا في قصره تحت إشراف أشفنز. ربما كان هذا المعهد يضم أقسامًا كثيرة، من بينها قسم خاص بأبناء أشراف اليهود لتقدم لهم دراسة تناسب ثقافتهم ولغتهم. أما إقامة هذا المعهد لتخريج رجالٍ حكماء يعاونون الملك فيكشف عن حكمة الملك واتساع أُفقه وجديته. أما عن اختياره بعض الفتيان من نسل ملوك اليهود وأشرافهم فكان ذلك لعدة أسباب منها شعوره الدائم بالرجل الغالب الذي يحمل فتيان الملوك والإشراف لا ليذلهم ويعذبهم، بل لخدمة قصره وتدبير شئون الدولة. ومن جانب آخر فإنه بهذا يدفع هؤلاء الفتيان بما لهم من مواهب على الخضوع له وعدم التفكير في الثورة ضده لحساب بلدهم. كما يُعطي هذا شيئًا من الراحة النفسية لعامة اليهود أنه يوجد في القصر من يُمثلهم. اتسم هؤلاء الفتيان بالآتي: * شرف النسب. * جمال الجسد وقوته. * حذاقة في الحكمة. * أصحاب معرفة. * قادرون على تقديم العلم للغير. * قادرون على الوقوف في القصر، أي على تحويل الحكمة والمعرفة والفهم إلى عملٍ يمارسونه خلال حياتهم اليومية. مع ما لديهم من شرف وصحة جسدية وحكمة ومعرفة وخبرة أراد الملك أن يتمتعوا بثقافة بلده ولغتها لينتزعهم من انتمائهم لبني جنسهم ويربطهم ببلده. في حكمة لم يحطم ما قد وُهبوا به ولا حقر من شأنهم، بل أراد تحويل طاقاتهم لحساب قصره الملوكي. يُقصد بكتابة الكلدانيين تعلم لغتهم وأدبهم وكل ثقافتهم بالمفهوم الواسع مثل الفلك والرياضيات والشرائع مع السحر وتفسير الأحلام إلخ. كما تدرب موسى على حكمة المصريين، هكذا تدرب دانيال ورفقاؤه على حكمة الكلدانيين. |
|