رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلطان الله ومسؤولية الإنسان لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحّل، محفوظٌ في السماوات لأجلكم، أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمان.. ( 1بط 1: 4 ، 5) كانت آمال شعب إسرائيل عندما أُخرجوا من أرض مصر، ترتكز على الأرض التي ستُعطى لهم ميراثًا. ورجاء المؤمن يتضمن أيضًا ميراثًا مرتبطًا به ( 1بط 1: 4 )، ولكن يا له من تباين شاسع هنا! لقد ثبت أن أرض فلسطين كميراث، هي خيبة أمل كبيرة. فالأرض نفسها أفضل ما يمكن أن تكون عليه، هي أرض، وهي قابلة للفساد. وبالتالي سرعان ما دنَّسها الذين ورثوها، لأنهم حُمِّلوا بمسؤوليتها. ولذلك تدريجيًا فنيَ الأمل واضمحل. أما ميراثنا «فمحفوظ في السماوات» لأجلنا، والله هو القائم على مسؤولية حفظه، وبالتالي فهو غير قابل أن يفنى أو يتدنس أو يضمحل. ونحن أنفسنا الذين حُفظ لنا هذا الميراث، محروسون «بقوة الله» (الآية5). ولذلك، لا يمكن إلا أن تصل كأس الميراث إلى شفاهنا! إذًا، قوة الله هي التي تحفظنا وليست أمانتنا، ولكن قوة الله تعمل عن طريق (من خلال) الإيمان. فالإيمان هو جانب مسؤوليتنا في الموضوع. الله له السلطان في ممارسة قوته، ونحن مسؤولون عن ممارسة الإيمان. كثيرون يحتارون في كيفية جمع هذين معًا؛ سلطان الله ومسؤولية الإنسان، ويعتبرانهما غير قابلين للتوافق ولا المصالحة. ولكن هنا في 1بطرس1: 5 نجدهما يسيران يدًا في يد. والخلاص المذكور هنا هو في المستقبل. وهو الخلاص النهائي الذي ينتظر المؤمن عند مجيء الرب. والخلاص النهائي يقين أمامنا، ولكن لا نستطيع أن ننتظره بالثقة في النفس، لأنه لا يمكن لأقل من قوة الله أن تحفظنا. كما أننا لا نستطيع أن ننتظره في تراخٍ وإهمال، لأن قوة الله فعَّالة من جانبنا. كيف ننتظره إذًا؟ بالابتهاج، حتى وإن كنا مُحاطين بأحزان متنوعة بسبب التجارب (الآية6). فالمجد العتيد كان يضيء ساطعًا أمام أولئك المؤمنين الأُول، ويملأهم «بفرحٍ لا يُنطق به»، فكانوا كسفن تمتلئ أشرعتها بنسَمَات السماء. ومن الناحية الأخرى، كانوا يتعرضون لامتحانات ثقيلة، كانت لهم كثِقل الموازنة في السفينة. هذه الامتحانات سمحت بها محبة الله، لأن هناك احتياج إليها. ونحن نحتاجها أيضًا بشكل أو آخر. لأنه إذا حاولنا أن نفرح في العالم وبمسراته، فإننا نحتاج للتجارب لتقطع ارتباطنا بالعالم بأن تهز العُش المُريح الذي نحاول أن نبنيه تحت. أما إذا كنا نبتهج بالمجد العتيد، فإننا نحتاج للتجارب لتكون ثِقل موازنة، لئلا يقلب الابتهاج توازننا. |
|