منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 05 - 2023, 02:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

ميخا النبي| خروج الرب للمحاكمة


خروج الرب للمحاكمة:

قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى مِيخَا الْمُورَشْتِيِّ
فِي أَيَّامِ يُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا
الَّذِي رَآهُ عَلَى السَّامِرَةِ وَأُورُشَلِيمَ. [1]
"قول الرب" أو "كلمة يهوه": يؤكد النبي أن ما ينطق به وما يكتبه ليس من عنده، إنما هو رسالة يهوه تحمل سلطانًا إلهيًا. لقد وجه يهوه هذه الرسالة إلى نبيه ميخا ليعلنها للشعب كما للقادة.
جاء اسم النبي كغيره من الأنبياء مثل هوشع ويوئيل وعوبيديا يكشف عن رسالته. فكلمة "ميخا" كما رأينا معناها "ليس مثل يهوه" وإن كان القديس أمبروسيوس يرى أن معناها "واحد مع الله". وكأن النبي يتحدَّى الأنبياء الكذبة والأشرار المعاندين والمقاومين أنه ليس مثل يهوه، إنه لا يُقاوم!
يرى القديس جيروم كلمة "مورشة" في العبرية تعني "ممتلكاتي"، لهذا يرى في ميخا من يملك المسيح أو الوارث معه. فإن كان سفر ميخا قد بدأ بالمحاكمة العلنية من قبل الله نفسه، ففي دعواه وإن أدٌب لا ينتقم، بل يود أن يؤهلنا للميراث الأبدي والمجد السماوي.
*"ميخا: معناها "واحد مع الله" أو كما نجد في موضعٍ آخر "واحد هو ابن المورشتي"، أي "ابن الوارث". من هو الوارث إلاَّ ابن الله، القائل: "كل شيء قد دُفع إليَّ من أبي" (مت 11: 27). ذاك الذي هو الوارث يود لنا أن نكون شركاء في الميراث.
حسنًا تسأل: من هو ميخا؟ إنه ليس من الشعب، لكنه مختار ليقبل نعمة الله، يتكلم خلاله الروح القدس. بدأ نبوته في أيام يوثام وآحاز وحزقيا، ملوك يهوذا. لكن هذا الترتيب لتقدم الرؤيا له معناه، إذ يبدأ بعصر ملوكٍ أشرار وينتهي بملكٍ صالحٍ.
القديس أمبروسيوس
أما قوله "الذي رآه"، فلا يعني رؤية جسدية، إنما رؤيا روحية بالعقل، فقد فتح روح الرب عينيّ ميخا لإدراك الرسالة التي يلتزم أن يشهد بها ويعلنها للشعب.
لقد تنبأ ميخا في عصر آحاز الذي يعتبر أحد أشر ملوك يهوذا، كما تنبأ في عصر حزقيا رجل الإصلاح التقي. في عصر آحاز لم يخشَ أن يتحدث عن تأديبات الله ليهوذا، ولكنه فتح باب التعزيات للنفوس المقدسة الراجعة إلى الرب. وفي عهد التقي حزقيا تحدث عن ضرورة الإصلاح الروحي الداخلي. فمع تغير ظروف الأزمنة تبقى كلمة الله ثابتة لا تداهن الأشرار، كما لا تغلق باب الرجاء أمامهم، ولا تُسر بالإصلاحات الخارجية دون الدخول إلى الأعماق.




اِسْمَعُوا أَيُّهَا الشُّعُوبُ جَمِيعُكُمْ.
أَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا.
وَلْيَكُنِ السَّيِّدُ الرَّبُّ شَاهِدًا عَلَيْكُمُ،
السَّيِّدُ مِنْ هَيْكَلِ قُدْسِهِ. [2]
إذ صم كثير من شعب الله آذانهم عن الاستماع لصوت الرب قدم الدعوة للأرض كي تفتح آذانها وتسمع له. وكما قال السيد المسيح: "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السماوات" (مت 8: 11).
الله المحب لخليقته السماوية والأرضية كثيرًا ما يستدعيهم للإصغاء إلى كلمته (إش 1: 2؛ تث 32: 1)، يطالبهم أن ينصتوا إليه بآذان صاغية، حتى حينما يحاكم شعبه، فإنه يود أن يكشف أسرار معاملاته مع خليقته للجميع. ليس لدى الله محاباة، إن أخطأ شعبه يطالب الأمم لحضور محاكمتهم لعلها تكون درسًا عمليًا لقبولهم الإيمان.
إنه سيد الخليقة كلها وربها، يتكلم من هيكل قدسه، أي من السماء المكرسة له بكونه القدوس. من هناك يتكلم مشتاقًا أن تتقدس كل الخليقة، وتصير أيقونة حيَّة للقدوس. متى أدَّب أو ترفَّق فغاية القدوس قداسة خليقته.
* "لأن هذه هي إرادة الله قداستكم" (1 تس 4: 3)... لاحظ كيف أنه لا يتطلع إلى أي موضع بحماسٍ كهذا. فإنه يكتب عنه في موضع آخر: "اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عب 12: 14). لماذا نتعجب إن كان يكتب لتلاميذه عن هذا الأمر في كل موضع، ففي رسالته إلى تيموثاوس يقول: "احفظ نفسك طاهرًا" (1 تي 5: 22)، وفي رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس يقول: "في صبر كثير، في أصوام، في طهارة" (2 كو 6: 5-6).
القديس يوحنا الذهبي الفم
إذ فسد الشعب العاقل وتصرف في غير تعقلٍ ضد خالقه، أراد الخالق أن يوبخهم خلال الطبيعة غير العاقلة فكثيرًا ما استدعىٌ الأرض الجامدة والسماء بكواكبها -على لسان الأنبياء- لتشهد محاكمته لشعبه، فلا عجب إن تحركت الأرض وتزلزلت حين امتدت يد المخلوق لصلب الكلمة الإلهي المتجسد، وامتنعت الشمس عن إرسال أشعتها لتبكت الصالبين الجاحدين وتشهد عليهم بالظلمة .
الخليقة التي أوجدها الله لخدمة الإنسان صارت شاهدة ضده ومبَّكتة له على عصيانه وفساده.




فَإِنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ،
وَيَنْزِلُ، وَيَمْشِي عَلَى شَوَامِخِ الأَرْضِ. [3]
اعتاد الله أن يخرج إلى شعبه فيخرج بهم إليه، ينزل إليهم بحبه لكي يرفعهم إلى أحضانه. الآن إذ أصروا على الفساد في عنادٍ خرج لكي يحاكمهم ويؤدبهم.
يصٌور النبي الله نازلًا من السماء، ماشيًا على الجبال، لكي يحطم السامرة لإصرارها على عبادة الأوثان وممارستها للرجاسات، وقد تسلل فسادها إلى يهوذا، فقد صارت دينونة يهوذا أيضًا على الأبواب.
نزول الرب ومشيه على شوامخ الأرض يُشير إلى أمرين: الأول أن كلمة الله، الخالق والمخلص يخرج كما من مكانه، إذ يقول عن تجسده وتأنُّسه: "لأني خرجت من قِبل الله وأتيت" (يو 8: 42)، والثاني أن الرب يجلس على عرش رحمته، وإذ يؤدِّب بحزمٍ يبدو كمن يخرج من مكانه ليحطم كبرياء الإنسان وتشامخه. وكما جاء في إشعياء النبي: "لأنه هوذا الرب يخرج من مكانه ليعاقب" (إش 26: 26). إنه أب سماوي يشتاق ألا يُعاقب، أن أدّب إنما يكون كمن خرج من مكانه، أي من الرحمة المملوءة ترفقًا وحنانًا. إثمنا وعصياننا يجعلانه كمن يخرج من مكانه ليعاقب... حتى في خروجه يطلب أن يضمنا إليه ليرجع بنا إلى عرش رحمته.
يرى البعض أنه يُشير هنا إلى خروج الرب كما إلى السحاب ليدين الأشرار المتشامخين، ويُمَجَّد مؤمنيه المتواضعين.
* لنتأمل الآن عبارة يسوع: "لأني خرجت من قِبَلْ الله وأتيت" (يو 8: 42). يبدو أنه نافع ليّ أن أضع بجانب هذه الكلمات، الكلمات التالية من ميخا: "اسمع يا شعبي كلماتي، ولتصغِ الأرض وملؤها، وليكن الرب شاهدًا في وسطكم، الرب من بيت المقدس. فإنه هوذا الرب يخرج من مكانه ويطأ شوامخ الأرض، فتهتز الجبال تحته، وتذوب الوديان كالشمع أمام النار، وكالماء المنصب في منحدرٍ" (مي 1: 2-4). الآن تأملوا ما إذا كانت العبارة: "إني خرجت من قِبَل الله" تعادل هذه العبارة، حيث أن الابن في الآب، بكونه في شكل الآب قبل إخلائه لنفسه (في 2: 6-7)، كان الله في مكانه، فإنه يبدو كما في تناقض أنه يخرج من قِبَل الآب وفي نفس الوقت لا يزال في الله.
*يُقال إن الله ينزل عندما يتنازل ليعطي اهتمامًا بالضعف البشري. هذا يلزم تمييزه خاصة بالنسبة لربنا ومخلصنا، هذا الذي إذ "لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله، لكنه أخلى نفسه وأخذ شكل العبد" (في 2: 6-7)، بهذا نزل. فإنه "ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13) فإن الرب نزل، ليس فقط لكي يهتم بنا بل وأيضًا ليحمل ما هو لنا، إذ "أخذ شكل العبد"، ومع كونه هو نفسه غير منظور بالطبيعة، إذ هو مساوٍ للآب، إلاَّ أنه أخذ شكلًا منظورًا، إذ "وُجد في الهيئة كإنسانٍ" (في 2: 7) .
العلامة أوريجينوس




فَتَذُوبُ الْجِبَالُ تَحْتَهُ،
وَتَنْشَقُّ الْوِدْيَانُ كَالشَّمْعِ قُدَّامَ النَّارِ.
كَالْمَاءِ الْمُنْصَبِّ فِي مُنْحَدَرٍ. [4]
إذ يخرج الرب ليحاكم شعبه لا تستطيع أن تقف أمامه الجبال والمرتفعات المستخدمة لعبادة الأوثان، والتي تمثل حصونًا منيعة لحمايتهم من أي غزو خارجي، فإنه يدوس الرب عليها فتذوب وتصير ترابًا. ولا تقدر الوديان أن تسندهم، إذ تذوب أمامه كالشمع قدام النار، لا يستطيع العظماء الذين يحسبون أنفسهم جبالًا شامخة ولا أصحاب الطبقات الدنيا الذين كالوديان، الدفاع أمام الله عن شعبه الشرير.
جاء في سيرة القديس باخوميوس القبطية (البحيري): [في مناسبة أخرى إذ كان (تلميذه تادرس) جالسًا مع نفسه في موضع يقرأ سفر الأنبياء الاثني عشر، جاء إلى النبي ميخا. ظهر له ملاك الرب وسأله عن هذه الآية من ميخا: "كالماء المنصب من منحدر". قال له: "ماذا تظن في معنى هذه؟ وإذ كان متحيرًا في أمرها، محاولًا أن يفهم، أجابه الملاك: "تادرس، لماذا لم تدرك معناها؟ أليس من الواضح أنه ماء النهر المنحدر من الفردوس؟" وإذ قال الملاك هذا لم يعد يراه].
* مثل الشمع لا يحتمل الاقتراب من النار، والماء المنحدر هكذا يكون كل الأشرار عندما يأتي الرب، إذ ينحلون ويختفون .
القديس چيروم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ميخا النبي | ميخا وقوة الروح
ميخا النبي| يُشير ميخا النبي إلى عشرة مدن
مجدا مجدا للملك يسوع مبارك الاتي باسم الرب
أخبر ميخا النبي عن أزلية الرب يسوع
هل تنبأ ميخا النبي عن مكة والكعبة ؟ ميخا 4: 1-4 و اشعياء 2: 1-4


الساعة الآن 08:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024