رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاطمئنان الحقيقي أَنْتَ سِتْرٌ لِي. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي ( مزمور 32: 7 ) في هذه العبارة القصيرة يضع الروح القدس أمامنا ثُلاثية مشجعة، تُحدِّثنا عن الأسباب الحقيقية للاطمئنان، مهما امتلأت الحياة بمُسببات الخوف والارتباك: أولاً: «أنتَ سترٌ لي»: وأي سِتر يا ترى هذا؟ إنه الكافي للنفس من أي خطر أو ضرر. إنه سِتر أكبر من تصوُّرنا، بل وأكبر من كل ما يشنه العدو من هجمات ضدنا. لقد قال المرنم عنه: «لأنه يُخبئني في مَظلَّتهِ في يوم الشر. يستُرُني بِسِتر خيمتهِ. على صخرةٍ يرفعني» ( مز 27: 5 ). وقال أيضًا: «تسترهم بسِتر وجهِكَ من مكايد الناس. تُخفيهم في مظلَّة من مُخاصمة الألسُن» ( مز 31: 20 ). أَوَ ليس هذا الذي فعله الرب مع “باروخ الكاتب وإرميا النبي”، حين أراد الملك أن يصنع بهما شرًا، فنقرأ القول: «بل أمرَ الملك يرحمئيل ابن الملك، وسرايا بن عزرئيل، وشلميا بن عبدئيل، أن يقبضوا على باروخ الكاتب وإرميا النبي، ولكن الرب خبأَهما»؟ ( إر 36: 26 ). وأما بالنسبة لنا فكما قال الرسول بولس للمؤمنين في كولوسي: «لأنكم قد مُتُّم وحياتكم مُستَترة مع المسيح في الله» ( كو 3: 3 ) ثانيًا: «من الضيق تحفظني»: نعم إنه يعرف كيف يحفظ النفس وسط متغيرات عالم البُطلْ والزوال. ولقد أنشد المرنم وقال: «في ضيقي دعوتُ الربَّ، وإلى إلهي صرختُ، فسمع من هيكلهِ صوتي، وصراخي قدامه دخلَ أُذنيهٍ» ( مز 18: 6 ). وقال أيضًا عن فعل الرب مع الصدِّيق في أيام الضيق: «لأنك أنتَ تُبارك الصدِّيق يا رب. كأنه بتُرس تُحيطُهُ بالرضا» ( مز 5: 2 ). لذا فالمرنم يُشجعنا قائلاً: «افرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصدِّيقون، واهتفوا يا جميع المُستقيمي القلوب» ( مز 32: 11 ). ثالثًا: «بترنُّم النجاة تكتنفني»: كيف لا وهو «الله صانعي، مؤتي الأغاني في الليل»؟ ( أي 35: 10 ). فما أروع الرب الذي يجعل مطالع المساء والصباح تبتهج! وما أجمل ما تكلَّم به داود للرب في مواقف اكتنفه الرب فيها بالنجاة من يد طالبي نفسه فيقول: «لكي تترنَّم لكَ روحي ولا تسكت. يا رب إلهي، إلى الأبد أحمَدُكَ» ( مز 30: 12 )! وقال أيضًا: «نترنَّم بخلاصِكَ، وباسم إلهنا نرفع رايتنا» ( مز 20: 5 ). أ ليس ذلك ما حدث قديما مع الشعب بعدما عبروا البحر، إذ يقول الكتاب: «حينئذٍ رنَّم موسى وبنو إسرائيل هذه التسبيحة للرَّب» ( خر 15: 1 ). وقريبًا جدًا سُنرنم للحَمَل ترنيمة الظفَر ( رؤ 5: 9 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا قلب الراغب في الاطمئنان |
لحن الاطمئنان |
عظة الاطمئنان |
الاطمئنان نصف الدواء |
الاطمئنان على من تحب |