البابا الأنبا أثناسيوس
حياة القديس أثناسيوس الرسولي تكشف عن هذه الوحدة للحياة في المسيح يسوع، فنراه اللاهوتي البارع في الدفاع عن لاهوت الكلمة المتجسد ولاهوت الروح القدس بفكر كتابي حي وقلب ناري متقد. وفي نفس الوقت نراه الراعي الحقيقي، الذي في أبوته لا يهتم بالحوارات اللاهوتية الجافة، بل باللاهوت الخلاصي، حيث يشتاق إلى الدخول بكل نفس إلى خبرة الحياة الجديدة. إنه الرجل الكنسي الذي يهتم بالصلوات الجماعية ويقود بنفسه السهر في التسبيح، وهو الناسك العابد الذي يمارس الحياة النسكية في حجرته الخاصة كما افتقد الأديرة كراهب حقيقي. أينما وجد سواء على كرسي الرعاية، أو في حواراته اللاهوتية، أو في دير من الأديرة أو في المنفى، أو هاربًا في مقبرة، أو مختفيًا لدى أسرة من شعبه، يحمل الحياة الجديدة التي في المسيح يسوع.