منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 04 - 2023, 12:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,413

أيوب | إنْ جَعَلَ عَلَيْهِ قَلْبَهُ




إنْ جَعَلَ عَلَيْهِ قَلْبَهُ،
إِنْ جَمَعَ إِلَى نَفْسِهِ رُوحَهُ وَنَسَمَتَهُ [14].
يرى البعض أن هذه العبارة والتي تليها تعنيان أنه إن وضع الله قلبه على إنسانٍ، فإنه يضم روحه إليه، لأنه كائن عزيز لديه جدًا. يسمح للجسد أن يعود إلى التراب، لكنه يعتز بالنسمة التي وهبه إياها، ويضمها إليه. إن ما يشفع لنا جميعًا هو حب الله الذي خلقنا ووهبنا نسمة من فيّه. وكما يقول الحكيم: "فيرجع التراب إلى الأرض كما كان، وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها" (جا 12: 7).
الله في حبه للإنسان يضع قلبه إليه، ويركز خطته الإلهية على خلاصه. حقًا في سلطان الله أن يهلك كل جنس البشر، لأن "الجميع زاغوا وفسدوا معًا، ليس من يعمل صلاحًا ولا واحد" (رو 3: 12). لم يعد من حق الإنسان أن يحيا، وليس له وجه أن يطلب شيئًا صالحًا من الله لأنه عصاه. فمهما حلّ بالإنسان حتى الموت، لا يقدر أن يشتكي ويتهم الله بالظلم، لأنه من يتبرر قدامه. وكما يقول المرتل: "لا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرر قدامك حيّ" (مز 143: 2). مع هذا فقد سمح الله في محبته أن يموت الجسد ويرجع إلى التراب ويضم بحبه روح الإنسان، واهبًا إياها القيامة الأولى معه، حتى في القيامة الثانية يقوم الجسد أيضًا مع الروح، ويرجع الإنسان إلى الأحضان الإلهية.
بهذا يرد أليهو على أيوب فيقول له: لماذا تطلب المحاكمة أمام الله، فإنه إن فحص الله حياة إنسانٍ ما يجده مجرمًا ويستحق القطع من الحياة تمامًا. وكأن أليهو يقول لأيوب: أنا أعلم أنك إن قورنت بالبشر تُحسب بارًا وكاملًا، لكنك كيف تتجاسر وتطلب أن تُحاكم أمام الله، فإنك كسائر البشر مستحق الموت.
* "إن وَّجه قلبه إليه، فسيجمع لنفسه روحه ونسمته" [14]. عندما يطلب القلب الأمور السفلية يصير ملتويًا. ويصير مستقيمًا عندما يرتفع إلى العلويات. فإنه وَّجه إنسان قلبه إلى الرب، يجتذب الرب روحه ونسمته إليه. يستخدم هنا تعبير "الروح" عن الأفكار الداخلية، والنسمة الخارجة من الجسد عن الأعمال الخارجية. بهذا فإن الله يجتذب الروح، ونسمته إليه، لكي يغير ما بالداخل وما بالخارج، فيجعلنا نتجه نحوه في اشتياقاتنا... يكون للإنسان بكليته رغبات داخلية ملتهبة نحو ذاك الذي أوجده.
البابا غريغوريوس (الكبير)

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | قَلْبُهُ صُلْبٌ كَالْحَجَرِ
أيوب | ضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ
أيوب | لَمَّا جَعَلَ لِلْمَطَرِ فَرِيضَةً
أيوب | قَدْ جَعَلَ لِلظُّلْمَةِ نِهَايَةً
أيوب | يَصْفِقُونَ عَلَيْهِ بِأَيْدِيهِمْ


الساعة الآن 07:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024