رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة النعمة وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ ..، رَأَى إِنْسَانًا جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي. فَقَامَ وَتَبِعَهُ ( متى 9: 9 ) لقد كان مَتَّى قبلاً عشارًا. والعشارون كانوا مُعيَّنين من الحكومة الرومانية لجمع الضرائب، وكانوا يتقاضون بالقوة أكثر مما فُرض لهم ليغتنوا ظلمًا على حساب الشعب المُستعبد، فاعتُبروا لذلك من أشرّ الناس، ووُضعوا في نفس قائمة عَبَدة الأوثان والخطاة والزواني ( مت 18: 17 ؛ 9: 11؛ 21: 31). لكن لنتأمل في تلك اللحظة الفاصلة في حياة متى عندما اجتاز الرب يسوع أمامه، ونظر إليه نظرة خاصة، وناداه: «اتبعني»! لماذا اختار الرب هذا الشخص بالذات؟ ولِمَ ذهب إليه؟ الإجابة: لأنه كان في مسيس الحاجة إلى المسيح، وكان يشتاق إليه جدًا بدليل استجابته الفورية لدعوة الرب «فترك كل شيء وقام وتبِعَهُ» ( لو 5: 28 ). لقد تخيَّل أحدهم أن مَتَّى في ذلك اليوم لم يستطع أن يتبيَّن دفاتره لأن عينيه كانتا مغرورقتين بالدموع؛ دموع الرغبة والحب. وبينما هو في حيرة من أمره إذ به يسمع صوت السَيِّد نفسه يناديه باسمه ويقول له: «مَتَّى ... اتبعني». وعلى الفور لبَّى النداء دون أن يخالجه أي تردد. ويا لعظم دعوة الرب عندما تصل إلى النفس المُهيأة بعمل روح الله! وهل كانت دعوة الرب لِمَتَّى هي دعوة للراحة الجسدية أو المُتَع الوقتية؟ بالعكس، لقد كانت دعوة مصحوبة بالخسارة المادية والتعب الجسدي والاضطهاد هنا. كان مَتَّى سيخسر كل شيء، لكنه سيربح المسيح! وما الذي كان سيحدث (نتكلَّم إنسانيًا) لو لم يُلب مَتَّى هذه الدعوة؟ كانت جيوبه ستمتلئ بالذهب، وحياته بالتَرَف، وأخيرًا كان سيموت مستوفيًا خيراته، ليبدأ العذاب الأبدي. لكنه إذ لبَّى الدعوة أصبح أحد رسل المسيح الاثني عشر، وكتب أول سفر في العهد الجديد، وعلى أحد أساسات سور المدينة السماوية سنقرأ اسمه لامعًا ضمن رُسل الخروف الاثني عشر ( رؤ 21: 14 ). وعندما يظهر المسيح سيظهر هو أيضًا معه في المجد. ولا زال الرب حتى اليوم يجتاز بين الناس، ليس بالجسد، بل بالروح القدس المُرسل منه، يبحث عن كل مُتعَب شرير، ليُمتعه بالراحة والغفران. إنه ينظر إليه نظرات نعمته، ويدعوه لتبعيَته. إن ذاك الذي جعل من عشار رسولاً للمسيح، يستطيع، بل ويريد، أن يُغيِّرك إن أنت لبَّيت نداءه لك: «اتبعني». مدَّ أيدي اللطفِ ربي فاتبعيهِ يا نفوسْ في خضوعٍ ثم حبٍّ للمخلِّص القدوسْ |
|