رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل.. حجاب الهيكل هو ستارة سميكة في سمك راحة اليد، منسوجة بألوان رائعة.. اللون الأبيض علامة النقاء، والسماوي علامة السمو، والأرجواني علامة المُلك، والقرمزي بلون دم يسوع، وكانت هذه الستارة تفصل بين القدس حيث مذبح البخور ومائدة خبز الوجوه والمنارة الذهبية، وبين قدس الأقداس حيث تابوت العهد والغطاء والكاروبان المظللان عليه، وأمام هذا الحاجز تمتد سلسلة ذهبية تُحذّر ببريقها كل من يفكر أن يقتحم هذا المكان، ومن كان يجرؤ أن يخترق هذا الحجاب إلا رئيس الكهنة في يوم عيد الكفارة العظيم حاملًا دم الذبيحة على يديه..؟! كان هذا يحدث ورجله مربوطة بحبل لئلا يحدث له مكروهًا فيسحبونه إلى الخارج، لأن أحد لا يجرؤ على اقتحام الموقع. أما الآن فهوذا رئيس الكهنة الحقيقي مُعلَّق على الصليب، وحالًا سيدخل ليس إلى قدس أقداس الهيكل الأرضي بل إلى قدس أقداس السماء بعينها، وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه، مقدمًا البشرية المفديَّة بالدم لله أبيه.. وجاء في التاريخ أنه " قبل خراب الهيكل سنة 70م بأربعين سنة (أي وقت صلب المسيح) انفتحت أبواب الهيكل من تلقاء ذاتها، حتى وبخ الحبر يوحنان بن زكاي قائلًا: أيها الهيكل.. أيها الهيكل.. لماذا تضطرب منزعجًا؟ أنا أعلم أن نهايتك وشيكة الحدوث. لقد تنبأ عنك زكريا بن عدو (زك 11: 1) حين قال: أفتح يا لبنان أبوابك لتلتهم النار أرزك" (37). عاد حنان وقيافا مع جمهور الكهنة واللاويين إلى الهيكل للاحتفال بعيد الفصح، وإذ بالكارثة في انتظارهم وعندما رآوا حجاب الهيكل قد انشق لطموا الوجوه وصرخوا صرخات مرة، فقد صار كهنوتهم كهنوتًا مزيفًا، وعلى الفور أدركوا أنه لم يعد لهم وجود على خشبة المسرح بعد، ففي وجود الحجاب وجودهم، وفي زواله زوالهم.. "هربت الشمس وغاب القمر واختفت النجوم، لكي لا ينيروا للمنافقين في وقت الصلبوت المقدَّس، وكان القمر كاملًا ولم يُنرْ، ولما غابت الشمس صار الكل في ظلمة، لكي لا ينظروا إلههم الذي خلقهم معلقًا على خشبة مثل لصٍ. مال النهار وخرج ملاك مختار من وسط الملائكة كلهم، وسيفه مشهور في يده، ليبيد المخلّين بسرعة، فلما منعته رحمة المسيح، ضرب الملاك حجاب الهيكل بسيفه فشقه إلى اثنين من أسفل إلى فوق، وكلا الملائكة ينظرون من السماء، وكلهم مُغضَبون، وقد منعتهم رحمة الآب وصبره" (38). |
|