شَمْجَرُ بْنُ عَنَاةَ – بمفرده – قتل سِتَّ مِئَةِ رَجُل من الفلسطينيين، بِمِنْسَاسِ الْبَقَرِ. وكان من المؤكد أن يفشل شَمْجَرُ في إحداث أي تأثير على سِتَّ مِئَةِ فلسطيني، ما لم يكن الرب معه. لقد فعل ما استطاع، بما لديه، وأكرمه الله على ذلك، وأنجح طريقه.
لقد قالت دَبُورَةُ في ترنيمتها: «فِي أَيَّامِ شَمْجَرَ بْنِ عَنَاةَ، فِي أَيَّامِ يَاعِيلَ، اسْتَرَاحَتِ الطُّرُقُ، وَعَابِرُو السُّبُلِ سَارُوا فِي مَسَالِكَ مُعْوَجَّةٍ» (قضاة٥: ٦). وكانت تصف الحالة في أيام شَمْجَرَ بْنِ عَنَاةَ، والتي ساد فيها الشر، وضاع الأمان، وانقلبت الأوضاع، حتى أضحى المسافرون لا يجرؤون على السير في الطرق التي امتلأت باللصوص، إلى الدرجة أن عابري السبيل كانوا يبحثون عن المسالك الجانبية المُعْوَجَّة، لعلهم يفلتون من قطاع الطرق. وهكذا كان النهب هو الشائع، والأمان هو الاستثناء. وكان السر واضحًا في ذلك أن الشعب ترك إلهه، فتركه إلهه للفزع والرعب والضياع.