رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أثناسيوس الرسولي أنبا أنطونيوس و الفِكر الإنجيلي بدأ القديس أنطونيوس حياته الروحي بفكر إنجيلي بحت. حقًا لم نعلم شيئًا عن حياته قبل أخذ قراره المصيري، وهو أن يترك كل شيء ليتبع السيد المسيح، عند سماعه الوصية الإنجيلية المقدسة في الكنيسة: إن أردت أن تكون كاملًا، بع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني"، ونص الآية هو: "إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي" (إنجيل متى 19: 21؛ إنجيل مرقس 10: 21؛ إنجيل لوقا 18: 22). تجلى فكره الإنجيلي في تصرفاته التالية: أ. أخذ قرار مصيري بجدية وحزم، فتمسك بالوصية مهما كانت تكلفتها. ب. الاهتمام بخلاص نفسه دون تجاهل خلاص الغير. فقضى قرابة 20 عامًا في عزلة جسدية عن الناس، دون ان ينغلق قلبه من نحو الآخرين. فعند الضرورة نزل إلى العالم لمساندة المعترفين وهم في طريقهم للاستشهاد، وأيضًا الكنيسة في الدفاع عن لاهوت السيد المسيح، الأمر الذي أنكره الأريوسيون. ج. عشقه للكتاب المقدس، فعندما بعث إليه الإمبراطور برسالة يطلب أن يرد عليه لأجل البركة تأخر جدًا عن الرد. ولما سأله الرهبان، أجاب بأنه لم يجد وقتًا للرد لأنه مشغول بالحوار مع الله الذي بعث إليه برسالة خاصة، ألا وهي الكتاب المقدس. تسلم القديس أثناسيوس هذا الروح، فسلك بروح إنجيلية كمعلمه، سواء في فكره أو تصرفاته: أ. أخذ قرارًا مصيريًا في أعماقه ترجمه في سلوكه، فقد قرر أن يحيا للرب وفي الرب، يعمل لحساب ملكوته، مهما كلفه المر. فلم يبالِ بالعزل أو النفي ولم يجامل الإمبراطور، إنما عاش يرضي الرب لا الناس. ب. ما كان يشغله في رعايته لشعبه كما في حواراته اللاهوتية هو خلاص نفسه كما خلاص كل نفس ما استطاع. أبديته وأبدية كل بشرٍ نصب عينيه في كل تصرف. ج. كتاباته، خاصة رسائله الفصحية، ودفاعه ضد الآريوسيين ورسائله للقديس صرابيون عن الروح القدس الخ. تشهد أنه ليس فقط يقتبس الكثير من الكتاب المقدس وإنما تحمل فكرًا كتابيًا (إنجيليًا). |
|