يوجد فى حياة الفضيلة مستويات ، نذكر من بينها :
المستوى الروحى ، و المستوى الإجتماعى 0
الإنسان الممتاز روحياً ، لابد أن يكون ممتازاً إجتماعياً و لكن الإنسان الإجتماعى ، لا يشترك أن يكون روحياً 0
ربما يستطيع الشخص الإجتماعى أن يكسب محبة الوسط المحيط به ، بطرق لا يستطيعها الروحى ، فى مجال الدعابة و الترفيه 00 و بأسلوب قد يكون فيه الملق ، أو الكذب 0 و قد يساعد غيره بطرق لا يقبلها ضمير الإنسان الروحى 00
و هكذا ينجح الإجتماعى فى كسب الناس بطريقة غير روحية 00
و الشخص الروحى يحب أن يكسب الناس ، و لكن بطريقة لا يخسر بها الله ، و لا يفقد بها نقاوته 00 ومن هنا أختلفت مقاييس ما يليق و ما لا يليق 00
كذلك فإن الشخص الروحى ، ليس هدفه فقط أن يكسب الناس لنفسه ، و إنما أن يكسبهم لله قبل كل شئ 0 فروحياتهم مهمة عنده كروحياته تماماً 0
و الشخص المثالى هو الذى يجمع الأمرين معاً : فيكون إجتماعياً ناجحاً ، محبوباً من الناس ، و فى نفس الوقت يكون أسلوبه روحياً سليماً لا خطأ فيه 0
سهل جداً على شخص روحى ، أن يدرب نفسه على الصمت 0 فلا يخطئ بلسانه 00 و لكن أقوى منه ، الروحى الذى يتكلم ، و ليس فقط لا يخطئ ، بل من الناحية الإيجابية ، يفيد غيره ، و يكون محدثاً لبقا يفرح الناس بحديثه 00
سهل جداً أن يمتنع إنسان روحى عن الفكاهة ، و يكون جاداً بإستمرار 0 و لكن قليلين يستطعيون أن ينسجموا مع جديته الدائمة ، و يسعدهم أن يروا إنساناً روحياً ، هو فى نفس الوقت شخص بشوش مرح ، يضحك معهم دون أن يخطئ ، و دون أن يخطئوا 0
الروحانية ليست تزمتاً ، فالتزمت ينفر الناس 00
و الروحانية لا ترتبط بالوحدة فى بعدها عن المجتمع و أخطائه ، و إلا كان الدين لا يصلح للمجتمع 00 إنما من الروحانية التكيف مع المجتمع ، و هو مستوى أعلى من المستوى الإجتماعى 0 و ليس من الحكمة أن يجعله البعض أقل منه 0 و إلا كان ذلك لوناً من الإنطواء00