رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنَّ كلمة آدم في العبرانية تعنى (الإنسان) إنَّه اسمي واسمنا المشترك جميعًا, فلا يزال الإنسان هو آدم ولا يزال آدم عبد الطعام.. وقد يزعم أنَّه يؤمن بالله لكن الحقيقة أنَّ الله ليس حياته ولا طعامه ولا محتوى وجوده الذي يشمله بالتمام.. وقد يزعم أنَّه ينال حياته من الله, لكنَّه لا يعيش في الله ومن أجل الله, فقد تأسست كل علوم الحياة واختباراتها وصار وعينا يسير وفق نفس المبدأ [بالخبز وحده].. ينبغي أنْ نعرف أنَّنا نأكل لنظل أحياء لكنَّنا لا نحيا لكي نأكل, وعدم حياتنا في الله هي خطية كل الخطايا وهذا هو حكم الموت الذي يكمن في حياتنا.. فهل من دخول إلى الأحضان الأبوية مع الابن الشاطر في الأحد الثاني للصوم؟ وهل من لقاء مع المسيح عند بئر السامرية؟ وهل من استنارة وبصيرة روحية مع المولود أعمى في أحد التناصير؟ المسيح هو آدم الثاني الجديد الذي أتى لِيُصلح ما فسد في الأرض في حياة آدم الأول, أتى ليستعيد الإنسان إلى الحياة الحقيقية لهذا بدأ بالصوم "فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً" (مت 2:4). وتضع الكنيسة أمامنا المسيح من خلال منهج عبادتها فنقول أنَّه [اعتمد وصام أربعين يومًا وأربعين ليلة وكان مع الوحوش لمَّا صام في البرية لكي نصنع مثله في زمن وحدتنا].. والجوع هو تلك الحالة التي نتيقن خلالها من اتكالنا على شيء آخر عندما نحتاج وبشكل ضروري وأساسي إلى الطعام فنعرف أنَّ لا حياة لنا في أنفسنا وأنَّنا لا نملك حياة في ذواتنا, وأنَّه ذلك الحد الذي بعده قد نموت جوعًا ولا نستطيع أنْ نتجاوزه وأسأل: عَلاَمَ تعتمد حياتي وتتوقف؟ وحيث أنَّ السؤال ليس سؤالًا أكاديميًا نظريًا بل نحسه بكامل أجسادنا هنا يأتي وقت التجربة وزمنها. . |
|