لقد أعلمني يسوع كم تحسن لديه صلوات التكفير. قال لي: «إنّ صلاة النفس المتواضعة والمحبة تنزع سلاح غضب أبي وستمطر عليه بحر من البركان». بعد صلاة السجود وفي نصف الطريق إلى غرفتي، أحاط بي عدد من الكلاب السود تقفز نحوي وتنبح محاولة تمزيقي أربًا. فتأكّدت إنها لم تكن كلابًا بل أبالسة. وصرخ بي واحد بغضب: «سنمزّقك إربًا لأنّك اختطفت منّا هذه الليلة عددًا كبيرًا من النفوس. فأجبتُ: «إذا كانت تلك إرادة الله الكلّي الرحمة فمزّقوني أربًا، لأنني استحققت ذلك، لأنني أنا أكثر الخطأة تعاسة والله هو قدوس إلى الأبد ولا حدود لرحمته». أجابت الأبالسة على هذه الكلمات بصوت واحد: «لنهرب إنّها ليست وحدها. فالكلّي العظمة هو معها». واختفوا كالغبار وكضجّة على الطريق، بينما كنتُ أتابع طريقي إلى غرفتي مطمئنة وأنهيت صلاة الشكر متأملة برحمة الله اللامتناهية وغير المدركة.