منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 03 - 2023, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 361 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور

حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور





أعلنوا أن الرحمة هي أسمى صفات الله
فالرحمة تكلّل كل أعمال يديّ



حقارة النفس، فيلنيوس 1934





299- لمّا طلب إليّ معرّفي مرة أن أسأل الرب يسوع عن معنى الشعاعين في الرسم، أجبته: «نعم، بالتأكيد سأسأل الرب». وقت الصلاة سمعتُ هذه الكلمات في داخلي: «يرمز الشعاعان إلى الدم والماء. يدلّ الشعاع الباهت إلى الماء الذي يجعل النفس مستقيمة ويدلّ الشعاع الأحمر إلى الدم الذي هو حياة النفوس… وانبثقا هذان الشعاعان من عمق أعماق رحمتي الرؤوفة لمّا فُتِحَ بحربة قلبي المنازع على الصليب. ويَحمي هذان الشعاعان النفوس من غضب أبي، فطوبى للّذي يلتجىء إليها، لأن يد الرب العادلة لن تقبض عليه وأريد أن يكون الأحد الأول بعد الفصح عيد الرحمة».

300- +«أطلبي إلى عبدي الأمين [الأب سوبوكو] أن يخبر العالم كلّه في ذاك اليوم عن عظم رحمتي. فكلّ من يقترب من نبع الحياة في ذاك اليوم ينال مغفرة كاملة لخطاياه وما أستحقّه من عذاب».
+«لن تحصل البشرية على السلام ما لم ترجع إلى رحمتي بثقة».
+ «آه كم أتألم من ارتياب النفس التي تعترف أنني عادل وقدّوس، ولكن لا تؤمن أنني رحمة ولا تثق بصلاحي. حتى الشياطين تمجّد عظمتي ولكن لا تؤمن بصلاحي. يفرح قلبي بلقب الرحمة الصغير».

301- «أعلنوا أن الرحمة هي أسمى صفات الله. فالرحمة تكلّل كل أعمال يديّ».

302- + أيها الحب الأزلي أريد أن تصل كل النفوي التي خلقتها إلى معرفتك. كم أتمنى أن أكون كاهنًا لأتحدّث دون انقطاع عن رحمتك آلى النفوس الخاطئة الغارقة في اليأس. كم أتمنّى أن أكون مُرْسَلة لأجل نور الإيمان إلى الشعوب غير المتحضّرة حتى تعرفك النفوس ، وان أقدّم ذاتي ضحيّة من أجلها فأموت ميتة الشهداء، كما متَّ أنت لأجلها ولأجلي. يا يسوع أدرك جيدًا أنه ياستطاعتي أن أصبح كاهنًا ومرسلة ومبشّرة، وأن أموت ميتة الشهداء عندما أفرغ ذاتي وأنكرها كليًّا حبًّا بك يا يسوع، وبالنفوس الخالدة.

303- يستطيع الحبّ الكبير أن يحوّل الأمور الصغيرة إلى أمور كبيرة. إنّ الحب وحده يُسبغُ القيم على أعمالنا بقدر ما يزداد حبّنا نقاء، يخفتُ لهيب الألم الذي يغذّينا من الداخل، ويضمحلّ ويتحوّل ألمًا خلاصيًا لا بل فرحًا. لقد أصبح قلبي مستعدًّا، بالنعمة التي وهبني إيّاها الله، أن لا أشعر أبدًا بسعادة أكبر من السعادة المنبثقة من آلامي لأجل يسوع الذي أحبّه بكل نبضات قلبي. كنتُ مرّة متألّمة كثيرًا تركتُ عملي وأسرعت إلى يسوع وطلبتُ إليه أن يعطيني القوّة. وبعد صلاة قصيرة عدتُ إلى عملي ممتلئة حماسًا وفرحًا فقالت لي إحدى الراهبات [ربما الأخت جوستين] «يبدو أنّك قد حصلت اليوم على تعزيات وافرة، يا أختي، إنّك متألّقة، لا شكّ أنّ الله لم يوفّر لك ألمًا بل تعزيات». أجبتها «إنكِ على خطأ فادح يا أختي». بالواقع إن فرحي يزداد عندما يتفاقم ألمي ويتوقّف عندما يخفّ ألمي. غير أنّي أدركتُ أنها لم تفهم شيئًا ممّا قلته لها. حاولتُ أن أشرح لها أنه عندما نتألم كثيرًا يسعدنا الحظ لنظهر لله حبّنا له وعندما نتألّم قليلًا يضعف الحظ لإظهار هذا الحب. وعندما لا نتألّم أبدًا فليس لدينا حبّ لا مبير ولا نقي. يمكننا أن نبلغ، بنعمة الله، إلى حد يصبح فيه ألمنا فرحًا، لأنّ الحبّ هو قادر أن يصنع هذا التحوّل في النفوس الطاهرة.

304- + يا يسوع خاصتي، يا رجائي الوحيد، أشكرك على الكتاب الذي فتحته أمام عيني، أي العذابات التي تحمّلتها حبًا بي. لقد تعلّمتُ من هذا الكتاب محبّة الله والنفوس. وفي هذا الكتاب نجد كنوزًا لا تنضب. يا يسوع كم هو قليل عدد النفوس التي تدركك من خلال استشهادك في الحبّ. آه! كم هي مضطرمة نار الحب الصافي التي تشتعل في قلبك الكلّي قداسة. الطّوبى للنفس التي توصّلت إلى فهم حبّ قلب يسوع.

305- إنّ أمنيتي الكبرى هي أن تعرف النفوس أنك أنت سعادتها الأبديّة فتؤمن بوجودك وتمجّد رحمتك اللامتناهية.
 
قديم 17 - 03 - 2023, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 362 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور

حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور



فوستينا تقدم ذاتها من أجل الخطأة لا سيما التي فقدت أملها برحمة الله



306– طلبتُ إلى الرب أن يعطيني نعمة المناعة كي يقاوم طبعي التأثيرات التي تحاول احيانًا أن تبعدني عن جوهر النظام والقرارات الثانوية. إن المخالفات الصغيرة هي أشبه بالحشرات الصغيرة التي تعمل في قضم الحياة الروحية فينا وستهدمها، ولا شكّ اذا تنبّهت النفس إلى تلك المخالفات، ولم تعرْها أهمية لكونها أمور تافهة. لا أرى شيئًا تافهًا في الحياة الرهبانية. فلا همّ اذا إذا أصبحت أحيانًا عرضة للسخرية والتنكيد، طالما انا منسجمة بالروح مع الأنظمة والنذورات والثوابت الرهبانية. يا يسوع خاصتي، يا سعادة قلبي أنت تعرف رغباتي. أودّ أن أختبىء من نظر الناس وأموت عن ذاتي، بينما أنا في قيد الحياة. أريد أن أعيش نقيّة كزهرة برّية، أريد أن أوجّه حبي دائمًا نحوك كما تتجه الزهرة دائمًا نحو الشمس. أريد دائمًا أن أُحفَظ لك وحدك تكفيني. لمّا أكون معك، لا أخاف شيئًا، لأن لا شيء يستطيع أن يأذيني.

307– + 1934 رأيت مرة في أيام الصوم، نورًا ساطعًا وظلمة دكناء فوق البيت والكنيسة ورأيت الصراع بين هاتين القوّتين.


308– يوم خميس الأسرار 1934 قال لي يسوع: «أرغب أن تقدّمي ذاتك من أجل الخطأة ولا سيّما من أجل تلك النفوس التي فقدت أملها برحمة الله».




الله والنفوس فعل تقدمة




309– أمام السماء والأرض، امام اجواق الملائكة، أمام العذراء مريم الكليّ قداستها، أمام كل قوّات السماء، أعلن لله الواحد والثالوث إنني اليوم، بالإتّحاد مع يسوع المسيح مخلّص النفوس، أقدّم ذاتي اختيارًا من أجل ارتداد الخطأة لاسيّما من أجل تلك النفوس التي فقدت أملها برحمة الله. تمكن هذه التقدمة في قبولي، مع خضوعي التام لإرادة الله، كل العذابات، كل خوف ورعب الذي يسيطر على الخطأة وأعطيهم في المقابل، كل التّعزيات التي تتقبّلها نفسي باتّحادها مع الله. وبكلمة وجيزة، أقدّم لهم كل حبّي، الذبائح المقدّسة، المناولات المقدّسة، الإماتات والصلوات. إنني لا أخاف الصفعات، صفعات العدالة الإلظ°هية، لأنني متّحدة بيسوع. يا إلهي، أريد بهذه الطريقة أن أعوّض لك كل النفوس التي لا تثق في جودك. إنني آمل، فوق كلّ أمل، في بحر رحمتك. يا إلهي ويا ربي، ويا نصيبي إلى الأبد أنني لا أثبتُ عمل تضحيتي هذا على قوّتي الذاتية بل على القوة التي تتدفّق من استحقاقات يسوع المسيح. وسأمرّر يوميًا عمل تضحيتي بذاتي في تلاوة الصلاة التالية التي علمتني إياها أنت يا يسوع.

«أيها الدم والماء اللذين تدفّقا من قلب يسوع كينبوع رحمة لنا، إنني أثق بكما».




الأخت ماري فوستينا للقربان المقدّس

وقت الذبيحة المقدّسة في خميس الأسرار 29 آذار 1934





310- «إنني أجعلك شريكةً معي في خلاصي البشر. أنت تعزينني في ساعة موتي».

311– لمّا سمح لي معرّفي الأب سوبوتشكو أن أقوم بعمل التقدمة هذا، عرفت فجأة أنني أرضي الله لأنني اختبرت في الحال نتائجها. تحجرت نفسي في لحظة، وجفّت وامتلأت ألمًا وقلقًا. وطرقت أذني كل انواع الشتائم والتهم. وسيطر على القلب اليأس والتردد. تلك هي حالة الناس التعسين التي أخذتها على مسؤوليتي. ارتعدتُ أولًا من هذه الأمور الرهيبة ولكن عادت الطمأنينة إلى نفسي بعدما اعترفتُ في الوقت المناسب.

312– غادرتُ ذات مرة الدير إلى الإعترافات [في كنيسة مار ميخائيل] أسعدني الحظ برؤية معرّفي الأب سوبوتشكو يحتفل آنذاك بالذبيحة الإلهية. بعد قليل رأيت الطفل يسوع على المذبح يمدد إليه يديه بمداعبة وفرح لكن بعد حين أخذ الكاهن الطفل الجميل بين يديه فكسره وأكله حيًا. لأوّل وهلة شعرتُ باشمئزاز من هذا الكاهن لمعاملته يسوع بهذه الطريقة. وسرعان ما ابتهجتُ من الأمر وفهمت أن الله يرتضي بهذا الكاهن.

313– + زرتُ مرة الفنان (أوجين كازبميروفسكي) Egene Kasimerowski الذي كان يرسم الصورة، فلم أجدها جميلة كيسوع. فحزنت ولكن خبأت حزني في قلبي. لمّا غادرنا بيت الفنان بقيتْ الأم الرئيسة [إيرين] في المدينة لتقوم ببعض الأعمال، بينما عدتُ وحدي إلى الدير. ذهبتُ في الحال إلى الكنيسة وبكيت طويلًا. قلت للرب : «من يستطيع أن يصوّرك جميلًا كما أنت؟». فسمعت هذه الكلمات:«لا يكمن جمال الصورة وعظمتها في الألوان أو الفرشاة بل في نعمتي».

314– +لمّا ذهبتُ بعد الظهر إلى الجنينة، قال لي ملاكي الحارس: «صلي من أجل المنازعين». فبدأت في الحال تلاوة السبحة مع العاملين في الجنينة من أجل المنازعين. وبعد السبحة تلونا صلوات متنوعة على النية نفسها. بعد الصلاة أخذ العاملون يتحدّثون فيما بينهم بفرح ورغم الضجة التي كانوا يطلقونها، سمعتُ هذه الكلمات في داخلي: «صلي لأجلي». لم أتمكّن من فهم هذه الكلمات بوضوح. ابتعدت بعض الخطوات من العمّال ورحت أفكر: من هو الذي يطلب مني أن أصلي من أجله. سمعتُ حينئذٍ هذه الكلمات: «أنا الأخت…». كانت تلك الأخت في فارسو بينما كنتُ أنا في فيلنيوس. «صلي لأجلي إلى حين أقول لك أن توقفي إنني أنازع». وبدأت فورًا بصلاة حارّة [موجهة صلاتي] إلى قلب يسوع المنازع. فلم تدعني أستريح وثابرت في الصلاة من[ الساعة] الثالثة إلى الخامسة. في الساعة الخامسة سمعت هذه الكلمات:«شكرًا».
ففهمت أنها فارقت الحياة: في اليوم التالي تابعت صلاتي من أجلها بحرارة طيلة الذبيحة المقدّسة. بعد الظهر وصلت بطاقة كتب عليها أن الأخت… ماتت في ساعة كذا… فأيقنتُ أنها كانت الساعة السادسة ذاتها حين قالت لي «شكرًا».
 
قديم 17 - 03 - 2023, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 363 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور

حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور




مريم العذراء تشجّع فوستينا والشياطين تهجم عليها بصورة كلاب سوداء




315- + يا أم الله لقد غاصت نفسك في بحر المرارة. أنظري إلى طفلتك وعلّميها أن تتألّم وأن تحبّ بينما هي تتألّم. قوي نفسي كيلا يحطمها الوجع. يا أم النعمة علّميني أن أحيا [بقوّة] الله.

316- أتت مرة أم الله تزورني وكانت حزينة وعينيها منخفضتان. أوضحت لي، من جهة، أنها تريد أن تقول لي شيئًا ولكن، من جهة أخرى بدت وأنها لا تريد أن تتحدث عنه معي فنظرت إليّ مريم بابتسامة مشرقة وقالت: «ستتحمّلين بعض الآلام بسبب مرض ما وبسبب الأطباء، وستتألمين كثيرًا بسبب الصورة ولكن لا تخافي شيئًا». في اليوم التالي شعرتُ بالمرض وبوجع مؤلم كما قالت لي أم الله. غير أن نفسي كانت مستعدة للألم. فالألم هو رفيق حياتي الدائم.

317- يا إلهي! يا رجائي الوحيد وضعت كل آمالي فيك وأعلم أنك لن تخيبني.

318- غالبًا ما أشعر بحضور الله فيّ بعد المناولة المقدّسة بشكل خاص وملموس. أدرك أن الله هو في قلبي، وحضوره في قلبي لا يعرقل القيام بواجباتي. فيما أنا أتمّم أعمالًا مهمة التي تتطلب الانتباه لا أفقد حضور الله في نفسي، وأبقى جدّ متحد به. معه أذهب إلى العمل ومعه أتنزّه، ومعه أفرح، ومعه أتألّم. أحيا به وهو يحيا بي. لست وحدي، فهو أبدًا رفيقي الدائم. فهو حاضر أمامي في كل برهة وصداقتنا هي عميقة جدًا من خلال إتحاد في الدم والحياة.

319- 9 آب عام 1934. ليلة العبادة من أيام الخميس. قمت بساعة العبادة المخصصة لي من الساعة الحادية عشر حتى منتصف الليل. قدّمتها لأجل ارتداد الخطيئة للمتصلّبين، لا سيما الذين فقدوا الرجاء من رحمة الله. كنتُ أتأمل كم تألّم الله وكم أظهر لنا من حب عميق ونحن نزال لا نؤمن أن الله يحبّنا. من يستطيع أن يفهم ذلك يا يسوع؟ كم عانى مخلّصنا من آلام! وكيف يقنعنا بمحبته طالما موته لم يقنعنا بعد. فناديت قوات السماء لتتحد معي في التكفير للرب عن نكران الجميل لدى بعض النفوس.

320- لقد أعلمني يسوع كم تحسن لديه صلوات التكفير. قال لي: «إنّ صلاة النفس المتواضعة والمحبة تنزع سلاح غضب أبي وستمطر عليه بحر من البركان». بعد صلاة السجود وفي نصف الطريق إلى غرفتي، أحاط بي عدد من الكلاب السود تقفز نحوي وتنبح محاولة تمزيقي أربًا. فتأكّدت إنها لم تكن كلابًا بل أبالسة. وصرخ بي واحد بغضب: «سنمزّقك إربًا لأنّك اختطفت منّا هذه الليلة عددًا كبيرًا من النفوس. فأجبتُ: «إذا كانت تلك إرادة الله الكلّي الرحمة فمزّقوني أربًا، لأنني استحققت ذلك، لأنني أنا أكثر الخطأة تعاسة والله هو قدوس إلى الأبد ولا حدود لرحمته». أجابت الأبالسة على هذه الكلمات بصوت واحد: «لنهرب إنّها ليست وحدها. فالكلّي العظمة هو معها». واختفوا كالغبار وكضجّة على الطريق، بينما كنتُ أتابع طريقي إلى غرفتي مطمئنة وأنهيت صلاة الشكر متأملة برحمة الله اللامتناهية وغير المدركة.



321 – داهمني مرض مفاجئ، ألم قتّال، لم يكن الموت بعد، أي الإنتقال إلى الحياة الحقيقية، بل طعم آلام الموت. فالموت مخيف، رغم أنه يعطينا الحياة الأبدية، شعرت فجأة بالمرض. تَقَطّع نَفَسي وغمرت الظلمة عيناي، و تخدّرت أعضائي وقبض عليّ إختناق رهيب، كل برهة منه كانت بمثابة وقت طويل. و إعتراني خوف غريب رغم ثقتي. تمنّيت أن أقبل الأسرار الأخيرة ولكن كان من الصعب جداً أن أعترف، رغم أنني كنت أرغب في ذلك. فلا نعرف في مثل هذه الحالة ما نقول، وما أن ننتهي من شئ حتى يبدأ شئ آخر.
آه! فليحفظ الله كل نفس من تأجيل الإعتراف إلى آخر دقيقة. أدركت قوّة كلمات الكاهن عندما يُغدقها على نفس إنسان مريض. لمّا سألت مرشدي الروحي عمّا إذا كنت مستعدّة أن أقف أمام الرب أو أحصل على السلام، تلقيت هذا الجواب: «يمكنك أن تكوني في سلام تام، ليس فقط الآن بل بعد كل إعتراف أسبوعي». عظيمة النعمة الإلهية التي ترافق كلمات الكاهن هذه. تشعر النفس بالقوّة و الشجاعة تحسّباً للمعركة.

322 – يا جمعيّتي، يا أّمي كم هو لذيذ العيش فيكِ و لكن إنه من الأفضل أيضاً الموت فيكِ.

323 – تحسّنت صحتي بعد تقبّلي الأسرار الأخيرة. بقيتُ وحدي. وبعد نصف ساعة عاودتني نوبة أخرى ولكن لم تكن قويّة، عندما تدخّل الطبيب. أقرنت آلامي مع آلام المسيح من أجلي ومن أجل إرتداد النفوس التي لا تثق في جودة الله. وإقتحمت غرفتي فجأة أشباح سوداء مليئة غضباً و حقداً عليّ. قال لي أحدهم: «تباً لكِ و لمن هو في داخلك. لقد بدأتِ تعذبيننا حتى في جهنم». وما أن لفظتُ: «والكلمة صار جسداً و حلّ فينا»، حتّى إختفت الأشباح في ضجيج مفاجئ.

324 – في اليوم التالي كنت واهنة القوى ولكن لم أعد أشعر بألم. بعد المناولة المقدّسة رأيت الربّ يسوع كما رأيته تماماً وقت العبادة. إخترق نظر يسوع نفسي ولم تخفَ عليه أيّة ذرّة غبار حتى أصغرها. فقلت ليسوع: «لقد ظننتُ، يا يسوع، أنك ستأخذني». فأجابني: «لم تكتمل إرادتي بعد تماما فيكِ. إنني أرتضي برجائك ولكن على حبك ان يصبح أكثر حرارة. إن الحبّ الطاهر يعطي القوّة للنفس في ساعة الموت. لمّا كنتُ أموت على الصليب لم أفكّر في ذاتي بل في الخطأة التعيسين وصليت إلى أبي من أجلهم. أريد أن تكون أوقاتك الأخيرة شبيهة بأوقاتي على الصليب. هناك ثمن وحيد تُشترى به النفوس وهو أن نجمع آلامنا على آلام الصليب. الحب الصافي يفهم هذه الكلمات. أما الحب الشهواني فلا يفهمها».
 
قديم 03 - 04 - 2023, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 364 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور

حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور



إن الله غيور على قلوبنا ويريدنا أن نحبّه هو وحده




336 – + 1934. وقت الذبيحة الإلهية وبينما كان القربان المقدّس مصموداً قبل المناولة المقدّسة، رأيت شعاعين الواحد أحمر اللون والآخر شاحبه، منطلقين من البرشانة المقدّسة، تماماً كما هما مصوّران في الرسم، وانعكسا على الراهبات وعلى العاملين بأشكال مختلفة، نكاد لا نراها على بعض الراهبات. كان اليوم الأخير من رياضة الأولاد.

337 – 22 تشرين الثاني 1934. + طلب إليّ المرشد الروحي [الأب سوبوكو] في إحدى المناسبات: «أن أنظر بدقّة في داخلي وان أتفحّص عمّا إذا كنتُ متعلّقة في بعض الأشياء أو الخلائق أو حتى في ذاتي وعمّا إذا كنت إنطلقت في ثرثرة لا فائدة منها». «في كل هذه الأمور»، قال لي، «تصرّفي حسب طريقة الرب يسوع، الذي يطلب إليكِ حرّية كاملة في تدبير نفسك. إن الله غيور على قلوبنا ويريدنا أن نحبّه هو وحده».

338 – لمّا بدأت أن أنظر بعمق في داخلي لم أجد فيّ أي تعلّق بشئ ولا في الأمور العائدة لي، إرتعدتُ من هذا الوضع و فقدت الثقة بذاتي. و بعد أن تعبتُ من التمحّص في ذاتي، ذهبت أمام القربان المقدّس و سألت يسوع من كل قلبي: «يا يسوع عريسي و كنز قلبي، أنت تدرك أنني لا أعرف أحداً سواك وأنني لا أحب أحداً غيرك، فإذا ما أقدمتُ على التعلّق بأي شيء سواك، أسألك يا يسوع وأستحلفك بقوّة رحمتك، دع الموت يصعقني، فإنني أفضّل أن أموت ألف مرّة قبل أن أفقد ثقتي بك حتى في أصغر الأمور».

منتصف الليل 25 كانون الأول 1934

339 – وقف آنذاك يسوع فجأة أمامي، ولا أعلم من أين أتى، مشعّاً بجمال فائق الوصف، مرتدياً ثوباً أبيض، ورفع ذراعيه وخاطبني بهذه الكلمات: «يا إبنتي إنني أطمئن إلى قلبك و أبتهج به. إنني أجد فيه كل ما ترفضه لي نفوس عديدة. قولي هذا الكلام لممثّلي». وبعد قليل لم أعد أرى شيئاً ولكن غمر نفسي بحرٌ من التعازي.

340 – أعرف الآن أن لا شيء يستطيع أن يضع حدّاً لحبّي لك يا يسوع، لا الألم، ولا الصعوبات ولا النار ولا السيف ولا الموت بالذات. إنني أشعر إنني أقوى من كل تلك الأشياء. لا شئ يوازي الحب. أرى أن أصغر الأمور التي تقوم بها نفس تحب الله بصدق لله، لها قيمة هائلة في عينيه المقدّستين..
 
قديم 03 - 04 - 2023, 02:55 PM   رقم المشاركة : ( 365 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور

حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور



مريم أمّ الرحمة ترشد فوستينا ويسوع يعلّمها روح الطفولة


1934 يوم عيد صعود أمّ الله.



325– لم تسمح لي الطبيبة أن أسمع القداس. ولكن صليت بحرارة في غرفتي وبعد قليل رأيت أمّ الله في جمال لا يوصف. قالت لي: «إن ما أطلبه إليكِ يا إبنتي هو الصلاة، الصلاة ثم الصلاة من أجل العالم، ولا سيّما من اجل وطنك. إقبلي المناولة المقدّسة لمدّة تسعة أيام واتّحدي إتحاداً وثيقاً بذبيحة القدّاس تكفيراً. ستقومين أمام الله طيلة هذه المدّة بتقدمة ذاتِك. حيثما تكونين وأينما وُجِدّتِ في كل وقت ومكان، ليلاً ونهاراً وعند الصباح صلّي بالروح. إننا نستطيع أن نصلّي دائماً بالروح».

326- قال لي يسوع مرّة: «يشبه نظري في هذه الصورة نظري من على الصليب».

327- سألني مرّة معرّفي [الأب سوبوكو] أين يجب أن نضع الكتابة على الصورة لأنه لم يبقَ لها مكان. أجبته: «سأصلّي وأعطيك الجواب الأسبوع القادم». لما غادرتُ كرسي الإعتراف ومررتُ أمام القربان المقدّس أدركتُ في داخلي موضوع الكتابة. ذكّرني يسوع بما قاله لي في المرّة الأولى لا سيمّا أنه يجب أن تظهر هذه الكتابة بوضوح: «يا يسوع، إني أثق بك» [Jezu Ufam Tobie]، علمت أن يسوع يريد أن تُكتب العبارة بكاملها، ولكن لم يعطني توجيهات واضحة في هذا الصدد ولا في الكلمات الثلاثة.
«سأقدّم للبشر وعاءاً يستقون به دائماً النعم من ينبوع الرحمة، وهذه الصورة مع العبارة: “يا يسوع إنني أثقُ بك» هي بمثابة ذاك الوعاء».

328- أيها الحبّ الكلّي نقاوة، سيطر بكل قوّتك على قلبي و ساعدني أن أصنع إرادتك المقدّسة بكل أمانة.

329- قرب نهاية رياضة روحيّة دامت ثلاثة أيام، رأيتُ نفسي سائرة في طريق وعرة. كنت في تعثّر متواصل ولكن رأيت صورة شخص يتبعني ولم يتوقّف عن مساندتي. لم أرضَ بذلك وطلبتُ إلى الشخص أن يتركني لأنني أردتُ أن أمشي وحدي. ولكن الوجه الذي لم أتمكّن من معرفته لم يتركني لحظة واحدة. فقدتُ صبري واستدرتُ نحوه ودفعته بعيداً عني. رأيت حينئذ الأمّ الرئيسة [إيرين]، وفي الوقت نفسه أدركتُ أنها لم تكن الأمّ الرئيسة بل الرب يسوع الذي حدّق بي وأفهمني كم هو مستاء من عدم تنفيذ إرادة رئيستي، «حتّى في الأمور الصغيرة، التي هي إرادتي أنا». [قال لي]. سألته المغفرة وعاهدت نفسي أن آخذ جدّياً بعين الإعتبار هذا التنبيه.

330- طلب إليّ معرّفي مرّة أن أصلّي على نيّته، فبدأت تساعيّة لأمّ الله. واشتملت على الصلاة “السلام عليكِ أيتها الملكة القدّيسة”. أتلوها تسع مرّات. وقرب نهاية التساعيّة رأيت أمّ الله حاملة الطفل يسوع على ذراعيها ورأيت كذلك معرّفي يتحدّث إليها ساجداً عند أقدامها. لم أفهم ما كان يقوله لها، لأنني كنتُ منهمكة بالحديث مع الطفل يسوع الذي نزل عن ذراعيها واقترب مني. أخذتُ بجماله الرائع. سمعتُ بعضاً من الكلمات التي قالتها له [أي إلى معرّفي] وليس كل شيء. كانت تلك الكلمات: «انا لست فقط ملكة السماء ولكن أيضاً أمّ الرحمة وامّك». في هذا الوقت بسطت ذراعها الأيمن التي كانت تسدل عليه رداءها وغطّت به الكاهن. وهنا تلاشت الرؤية.

331- آه! أن يكون لدينا مرشد روحي فتلك نعمة عظيمة! ممّا يجعلنا نتقدّم بسرعة في الفضيلة، نرى إرادة الله بوضوح أكثر، ونتممّها بإيمان أكبر ونسير في الطريق الأمين الخالي من المخاطر. يدرك المعرّف كيف نتجنّب الصخور التي تتكسّر عليها النفس: لقد أعطاني الربّ هذه النعمة، ولو متأخّرة، لأرى كيف أن إرادة الله تنسجم مع أمنيات المرشد، ممّا يتسبب لي بفرح كبير. أذكر فقط مثلاً واحداً من ألف، حدث لي، ذات مساء سألت الربّ يسوع كالمعتاد، أن يعطيني نقاط تأمّل لليوم التالي، حصلت على هذا الجواب: «تأمّلي في النبي يونان ورسالته». شكرتُ الربّ ورحتُ أفكّر في داخلي، إن هذا الموضوع يختلف عن غيره ولكن بذلتُ كل جهدي لأتأمّل فيه. لبست شخصيّة النبي، بمعنى أنني أنا أيضاً أحاول غالباً أن أجد أعذاراً للربّ، مدعية أن شخصاً آخر غيري قد يتمّم إرادته [أفضل مني]، دون أن أدرك أن الله يستطيع كل شيء وأن قدرته السامية ستظهر حتماً في الوسيلة الضعيفة التي يستعملها. أبان الله ذلك لي بما يلي: كان وقت بعد الظهر مخصّصاً للإعتراف في الجمعيّة. لما عرضّت على مرشدي الروحي الخوف الذي إعتراني بسبب هذه المهمّة التي أوكلها الله لي، أنا الوسيلة الغبيّة، أجابني المرشد أنه يتوجب عليّ تنفيذ إرادة الله وأعطاني مَثَل النبي يونان. بعد الإعتراف تساءلت كيف عرف مرشدي أن الله قال لي أن اتأمّل في يونان، وأنا بالواقع لم أخبره بذلك، سمعتُ حينئذ هذه الكلمات: «لمّا يتصرف الكاهن من قبلي، فهو لا يتصرف من ذاته بل من خلالي، وإنّ رغباته هي رغباتي». أستطيع أن أرى كيف يدافع يسوع عن ممثّليه، فهو يحرك أعمالهم بذاته.

332- + يوم الخميس. لمّا بدأت ساعة السجود المقدّسة، أردت أن أنسجم مع نزاع المسيح في بستان الزيتون. سمعتُ حينئذ صوتاً في نفسي: «تأملي سر التجسّد». وظهر أمامي فجأة الطفل مشعاً بالجمال. قال لي كم تحسن بساطة النفس لدى الله: «رغم أن عظمتي هي فوق كل إدراك، إنني أتّحد فقط مع هؤلاء الصغار. أطلب إليكِ روح الطفولة».

333- يتضح لي الآن كيف يعمل الله من خلال المعرّف و كيف يحفظ وعوده بأمانة. منذ أسبوعين طلب إليّ معرّفي ان اتأمّل في الطفولة الروحيّة. واجهت صعوبة في البدء ولكن معرّفي، دون أن يكترث لصعوباتي، ألحّ عليّ أن أتابع التأمّل في الطفولة الروحيّة [قال لي] تظهر بهذا الشكل: «إن الطفل لا يهتم بالماضي أو المستقبل بل يعيش في الوقت الحاضر. أريد أن أركّز على الطفولة الروحيّة عندك، يا أختي، وأن أعيرها الكثير من الإهتمام».
أستطيع أن أرى الآن كيف يتنازل الله ليلبّي رغبات المعرّف. لم يظهر لي ذاته آنذاك كمعلّم بالغ النضج والمقدرة بل كطفل صغير. إن الله الذي هو فوق كل إدراك ينحني أمامي بمظهر طفل صغير.

334- لكن عين نفسي لا تتوقّف على هذا المظهر. رغم أنك تأخذ شكل طفل صغير، إني أرى فيك رب الأرباب اللامتناهي، الأزلي الذي تعبده الأرواح الطاهرة ليلاً نهاراً، ومن أجله تلتهب قلوب السارافيم بنار الحب الكلي نقاوة. أيها المسيح، يا يسوع، أريد أن أفوقهم محبّة لك. أعتذر منكِ، أيتها الأرواح الطاهرة، لوقاحتي بتشبيه ذاتي بك، أنا لجّة التعاسة، أنا هوّة الحقارة. و أنت يا الله لجّة الرحمة التي لا تدرك إبتلعني كما تبتلع حرارة الشمس نقطة الندى. أن نظرة حبّ منك تملأ لجّتي. أشعر بفرح فائق لعظمة الله. إن رؤية عظمة الله هي أكثر ممّا يلزم لأسعد طوال الأبدية.

335 – لمّا رأيت مرّة يسوع بشكل طفل صغير سألته: «لماذا يا يسوع، تأخذ شكل طفل صغير عندما تتّصل بي. رغم ذلك إني أرى دائماً فيك الإله اللامتناهي، سيدي وخالقي». أجاب يسوع: «سأظل أتّصل بكِ بشكل طفل صغير إلى أن تتعلمّي البساطة و التواضع».

 
قديم 03 - 04 - 2023, 02:57 PM   رقم المشاركة : ( 366 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور

حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور



رؤى القديسة فوستينا خلال زمن عيد الميلاد سنة 1934



341- 5 تشرين الثاني 1934. ذات صباح كان واجبي أن أفتح بوّابة المدخل كي يخرج منها موزّعو المأكولات المطهيّة. دخلت الكنيسة الصغيرة لأزور يسوع دقيقة واحدة ولأجدّد مقاصد النهار «اليوم، يا يسوع، أقدّم لك آلامي وتضحياتي وصلواتي على نية الأب الأقدس كي يوافق على عيد الرحمة. لكن، يا يسوع، لي كلمة واحدة أخرى أقولها لك أتعجب كثيرًا يا يسوع، كيف أنك تأمرني أن أتحدّث عن عيد الرحمة، بينما يقال إن هناك عيد شبيه به فلماذا التحدث عنه؟». قال لي حينئذ يسوع: «ومن يعرف شيئًا عن هذا العيد؟ لا أحد. حتى الآن الذين عليهم أن يعلنوا رحمتي ويعلونها للشعب لا يعرفون هم أنفسهم شيئًا عنه، لذا أريد أن تبارك الصورة باحتفال في الأحد الأول بعيد الفصح، وأريد أن تُوَقّر علنًا كي تتمكن كل نفس من معرفته… أصنعي تساعيّة على نيّة الأب الأقدس، ويجب أن تتضمّن ثلاثة وثلاثين عملًا، أي تكرار عدد مرات الصلاة الوجيزة – التي علّمتك اياها – للرحمة الإلهية».

342- إن الألم هو أغنى كنز في الأرض. فهو يطهّر النفس. وندرك بالألم من هو صديقنا الحقيقي.

343- يقاس الحبّ الحقيقي بميزان الألم. أشكرك يا يسوع على الصّلبان اليوميّة الصغيرة، على المعاكسات في تصرّفاتي، على صعوبة الحياة الجماعيّة، على سوء فهم نواياي، على التحقير على أيدي الآخرين، على الطريقة القاسية التي نُعامل بها، على الظنون الباطلة، على الصحة الضعيفة وفقدان القوّة، على التخلّي عن ذاتي، على موتي على ذاتي، على عدم التقدير في كل شيء وعلى عرقلة مخططاتي. أشكرك يا يسوع على العذاب الداخلي على جفاف الروح، على الرعب والخوف والتردّد على ظلمة ليلي الداخلي وعمقه، على الإغواءات والتجارب القاسية المختلفة، على الألم الذي يصعب وصفه، لاسيّما ذلك لا يفهمه أحدٌ، على ساعة الموت وصراعها الشرس وكل مرارتها.

أشكرك يا يسوع، انت الذي شربت أولًا كأس المرارة قبل أن تعطيني إياه بشكل أكثر طراوة. أضع شفتي على كأس إرادتك المقدسة. فليصنع كل شيء وفقًا لمسرّتك. وليكملْ فيّ كلّ ما أمرت به حكمتك منذ الأجيال أريد أن أشرب الكأس حتى الثمالة، دون أن أحاول معرفة السبب. في المرارة سعادتي، وفي الضعف ثقتي. بك يا الله كل شيء هو حسن وهبة من قلبك الأبويّ. لا أفضّل التعزية على المرارة ولا المرارة على التعزية لكن أشكرك يا يسوع على كل شيء، أنني أسعد في تركيز نظري إليك أيها الإله غير مدرك، تستقرّ روحي في تلك الأماكن السرية وهناك أجد بيتي أعرف جيدًا مكان عريسي. أشعر أنه لا يوجد نقطة واحدة من دمي لا تلتهب حبًا لك. أيها الجمال غير مخلوق، كل من تعرّف عليك مرة لا يستطيع أن يحبّ أي شيء آخر. أستطيع أن أشعرب بلجّة نفسي ولا شيء يلمؤها سوى الله وحده. أشعر أنني غريقة فيه كحبّة رمل في أعماق المحيط النائي.

344- ذات مساء دخلتُ غرفتي، رأيت الرب يسوع معروضًا في حقّ القربان. في الأجواء الطلقة، كما يبدو. على أقدام يسوع رأيت معرّفي ووراءه عدد كبير من أعلى رؤساء الإكليروس درجة، يرتدون ثيابًا كهنوتية لم يسبق أن رايت مثلها إلا في هذه الرؤية. وراءهم جماعات اكليريكية من مختلف الرهبانات. وفيما بعد، رأيت جمهوراً غفيرًا يمتدّ إلى بعد من رؤيتي رأيت الشعاعين منبثقَين من البرشانة، كما في الصورة، متقاربين ولكن غير مختلطين ومرًّا من خلال يدَيْ المعرّف، ثم من خلال أيْدي الإكليروس ومنها إلى الشعب ثم عاد إلى البرشانة… حينئذ وجدت نفسي مجدّدًا في الغرفة التي دخلتها منذ حين.

345- 22 كانون الأول 1934. عندما يكون باستطاعتي أن أذهب إلى الإعتراف خلال أيام الأسبوع يصادف ذهابي وقت يحتفل معرّفي بالذبيحة الإلهية. في القسم الثالث من القدّاس رأيت الطفل يسوع أصغر ممّا كنتُ أراه ومع هذا الفارق أنه كان يرتدي ثوبًا بنفسجيًا بينما هو عادة يرتدي ثوبًا أبيض.

346- 24 كانون الأول 1934. عشية عيد الميلاد . في قدّاس الصباح شعرتُ بقرب الله منّي. غرقت روحي بالله رغم أنني كدتُ لا أعي ذلك. سمعتُ فجأة هذه الكلمات: «أنتِ مقرّي المملوء سعادة، تطمئنّ روحي إليكِ». بعد هذه الكلمات شعرتُ بالرب ينظر داخل أعماق قلبي. إذا رأيت تعاستي، تواضعت بالروح ودهشتُ لعظمة رحمة الله، فالرب الكلّي سموّه يقترب مني تعاسة كهذه…
ملأ الفرح نفسي وقت المناولة المقدّسة. شعرتُ أنني متّحدة إتحادًا وثيقًا بالألوهية. فقدرته لفّت كل كياني. وطيلة النهار شعرتُ بقرب الله منّي بشكل خاص. ورغم أنّ واجباتي حالا دون ذهابي إلى الكنيسة طيلة النهار ولو لوقت قصير، فلم تمض برهة لم أكن فيها متّحدة بالله. شعرتُ بوجوده داخلي بوضوح لم يسبق له مثيل. بينما كنتُ أحيّي العذراء دون انقطاع وألج في روحها، توسّلت إليها أن تعلّمني الحبّ الحقيقي. سمعت حينئذ هذه الكلمات: «سأشاركك في سرّ سعادتي هذه الليلة وقت القدّاس».

تعشّينا قبل الساعة السادسة. رغم كل الفرح والضجة الخارجية التي رافقت تقاسم الحلويات وتبادل الأمنيات الطيبة لم أترك برهة تضيع دون أن أشعر بحضور الله فيّ. أسرعنا بعد العشاء لإتمام عملنا وعند الساعة التاسعة استطعت أن أذهب إلى الكنيسة للعبادة. قد سُمِحَ لي أن أسهر وأنتظر قدّاس نصف الليل. كنتُ سعيدة بالوقت الحر بين الساعة التاسعة ونصف الليل. من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة قدّمت عبادتي من أجل أهلي وكل العائلة.
ومن العاشرة إلى الحادية عشر قدّمتها على نية مرشدي الروحي شاكرة الله أولًا على إعطائه لي هذه المساعدة الكبيرة المنظورة هنا على الأرض، كما سبق ووعدني. وسألت الله أيضًا أن يهبني النور اللازم لمعرفة نفسي وللسير حسب ما يرضيه. ومن الساعة الحادية عشر حتى منتصف الليل صلّيت من أجل الكنيسة المقدّسة ومن أجل الأكليروس، من أجل الخطاة ومن أجل الرسالات ومن أجل ديرنا. وقدّمت الغفرانات من أجل نفوس المطهر.

347- قداس نصف الليل. منذ بدء القدّاس شعرتُ بخشوع داخليّ عميق ملأ الفرح قلبي. طيلة صلاة التقدمة رأيت يسوع على المذبح بجمال لا مثيل له. وكان يسوع طوال الوقت ينظر إلى كل واحد باسطًا يديه الصغيرتيْن. وعند رفع القرابين لم ينظر يسوع نحو الكنيسة بل نحو السماء وبعد رفع القرابين عاد ينظر إلينا ولكن لوقت قصير. لكنّ الكاهن كسره وتناوله كالمعتاد. لم يعد رداؤه أبيض. ورأيت الشيء ذاته في اليوم الثاني والثالث. يصعب عليّ أن أصف إبتهاج نفسي وكانت الرؤية تتجدّد في كل من القداسات الثلاثة كما كانت في المرة الأولى.

348- الخميس الأول بعد الميلاد. نسيت تمامًا أنه كان يوم خميس لذا لم أتلُ عبادتي. في الساعة التاسعة ذهبت مع الراهبات كلّ الى غرفة نومها. ولكن لم أستطيع للنوم سبيلًا وبدا وكأنني لم أتمّم بعد شيئًا من واجباتي. إستعدتُ كلّها في ذهني فلم أتذكر شيئًا. بقيت حتى الساعة العاشرة على هذا الحال. في الساعة العاشرة رأيت وجه يسوع كئيبًا وقال لي هذه الكلمات: «كنت أنتظرك لأشاطرك آلامي فمن يستطيع أن يستوعب آلامي أفضل من عروسي؟». طلبت المغفرة من يسوع عن برودتي. خجلت ولم أجرؤ أن أنظر إلى الرب يسوع ولكن سألته بقلب منسحق أن يعطيني شوكة من إكليله. أجابني أنه سيهبني هذه النعمة. ولكن ليس قبل يوم غد وفجأة اختفت الرؤيا.

349- في الصباح وقت التأمّل، شعرتُ بشوكة مؤلمة في جنب رأسي الشمالي، ولم يغادرني الألم طيلة النهار بكامله. كنتُ أتأمّل، وبدون انقطاع، كيف استطاع يسوع أن يتحمّل الآلام المتأتيّة من مجموعة أشواك ضُفِر منها إكليلية. ضمّنتُ آلامي إلى آلام يسوع وقدّمتها من أجل الخطأة. في الساعة الرابعة بينما كنتُ قادمة إلى عبادة رأيتُ إحدى الراهبات العاملات تغيظُ الله جدًا بخطايا أفكار سيئة. ورأيت شخصًا آخر تسبب لها بهذه الخطايا. اعترى الخوف نفسي وسألت الله، إكرامًا لآلام يسوع، أن ينتزعها من هذه التعاسة الرهيبة.

350- أجاب يسوع أنه سيهبها هذه النعمة، لا لأجلها بل نزولًا عند طلبي. فهمت الآن كم يجب علينا أن نصلّي من اجل الخطأة ولا سيّما العاملات معنا. حياتنا هي بالحقيقة رسوليّة. لا أستطيع أن أتصوّر راهبة عائشة في بيتنا أي في جماعتنا دون أن يكون لها روح رسولية. يجب أن تلهب الغيرةُ على خلاص النفوس قلوبنا…

351- يا إلهي كم هو عذب التألُّم من أجلك، بالألم يسترجع القلب قواه بسرّ وكتمان عميقين ليحترق كذبيحة غير مُعلَنَة، نقية كالبلور، دون تعزية أو مؤاساة. يلتهب قلبي بحبّ متأجج. لا أضيع الوقت في الأحلام. أمضي كل برهة من وقتي بمفردها كما تأتي، هذا ما أستطيعه. لا الماضي هو ملكي ولا المستقبل لي. أحاول، بكل نفسي، أن أستغلّ الوقت الحاضر. 4 كانون الثاني الفصل الأول من الأم بورجيا.

352- في مجلس الراهبات ألحّت الأم [بورجيو] على حياة الإيمان والأمانة في الأمور الصغيرة. وفي منتصف المجلس سمعتُ هذه الكلمات: «أتمنّى أن يكون لديكنّ كلكنّ الإيمان في الوقت الحاضر. ما أعظم فرحي بأمانة عروستي في أصغر الأمور». ثم نظرتُ نحو الصليب ورأيت رأس يسوع يتّجه نحو غرفة الطعام وشفتاه تتحركان. ولمّا أخبرتُ الأم الرئيسة بذلك أجابت: «أنظري يا أختي، كيف أن يسوع يطلب أن تكون حياتنا حياة إيمان.

353- لما غادرتُ الكنيسة وبقيتُ لأرتّب الغرفة سمعتُ هذه الكلمات: «قولي إلى جميع الراهبات إنني أطلب منهنّ أن يعشن بروح الإيمان نحو الرئيسات في الوقت الحاضر». وتوسلتُ إلى معرّفي أن يعفيني من هذه المهمّة.

354- بينما كنتُ أتحدث إلى أحد الأشخاص الذي كان عليه أن يرسم الصورة ولكن، لسبب ما، لم يرسمها، سمعتُ هذا الصوت في نفسي : «أريدها أكثر طاعة». فهمت أن جهودنا، مهما كانت جبّارة، لا تحسن لدى الله إن لم تحمل طابع الطاعة، أعني بذلك شخصًا مكرّسًا. يا إلهي! كم هي سهلة معرفة ارادتك في الدير. نحن الراهبات نرى ارادة الله مرسومة أمام اعيننا بوضوح من الصباح وحتى المساء وفي أوقات الشك، لنا رئيستنا، والله يحدّثنا من خلالهن.
 
قديم 25 - 04 - 2023, 07:06 PM   رقم المشاركة : ( 367 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور







حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور


أيتها القربانة المقدّسة – صلاة القديسة فوستينا من أجل الخطأة المساكين

355- سُمِحَ لي أن لا أذهب إلى النوم بل بالأحرى أن أصلّي في الكنيسة، طلبتْ إليّ إحدى الراهبات أن أقدم ساعة سجود لأجلها… قبلت طلبها وصليت طيلة ساعة لأجلها، أفهمني الله خلالها كم كانت تلك النفس مرضية لله. قدّمت الساعة الثانية من العبادة على نية ارتداد الخطأة، لاسيّما حاولت أن أكفّر لله عن الإهانات التي وُجِّهَت إليه في الوقت الحاضر. فكم كانت فظيعة إهانة الله.
قدّمت الساعة الثالثة على نية مرشدي الروحي وسألت له بحرارة النور حول موضوع خاص.
أخيرًا دقّت الساعة الثانية عشر ليلًا آخر ساعة من السنة: أنهيتها باسم الثالوث الأقدس. وبدأتُ كذلك الساعة الأولى من السنة الجديدة باسم الثالوث الأقدس. طلبتُ إلى كل واحد من أقانيم الثلاثة أن يباركني- ونظرت إلى السنة الجديدة بثقة كبيرة التي سوف لا تعفيني من الألم.

356- أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن رحمة الله اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن جسد ودم الرب يسوع عربون الرحمة اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين.
أيتها القربانة المقدّسة التي تتضمن الحياة الأبدية والرحمة اللامتناهية تُغدق بغزارة علينا وعلى الخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدسة التي تتضمن رحمة الآب والإبن والروح القدس، نحونا ولا سيّما نحو الخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمن ثمن الرحمة اللامتناهية لتعوّض عن ديوننا ولا سيّما عن ديون الخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن نبع الماء الحي ينساب من الرحمة الإلهية علينا ولا سيّما على الخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن نار أطهر حب تتأجج من احشاء الآب الأزليّ، ومن لجّة رحمته اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدسة التي تتضمّن دواء لكل أسقامنا يتدفّق من الرحمة الإلهية، كما من نبع، لنا ولا سيّما للخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن الاتّحاد بين الله وبيننا من خلال رحمته اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن كل شعور قلب يسوع الطاهر، نحونا ولا نحو الخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في كل آلامنا وعثرات الحياة.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في وسط الظلمة والعواصف في الداخل والخارج.
أيتها البرشانة المقدّسة ورجاؤنا الوحيد في الحياة وفي ساعات الممات.
أيتها البرشانة رجاؤنا الوحيد في عثرات وفي طوفان اليأس.
أيتها البرشانة رجاؤنا الوحيد في وسط الأكاذيب والخيانات.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد وفي وسط الظلمة والإلحاد الذي يغمر الأرض.
ايتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في التلهُّف والألم حيث لا يفهمنا أحدٌ.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في الكدّ وفي رتابة الحياة اليومية.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد وفي وسط انهيار آمالنا ومساعينا.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في وسط قوى الجحيم والتدمير على يد الأعداء.
أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما تتعدّى الأحمال قوتي ولا أجد نتيجة لجهودي.
أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما تقذف العواصف بقلبي وتميل روحي الخائفة نحو اليأس.
أيتها البرشانة المقدّسة إنني أثق بك عندما يوشك قلبي أن ينهار ويرطّب عرق الموت…حاجبيّ.
أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما يتآمر كل شيء عليّ واليأس الحالك يتسلل إلى نفسي.
أيتها البرشانة المقدسة، أثق بك عندما يبدأ نور عيني أن يخفتُ عن كلّ الأشياء الزمنية وعندما، لأول مرة، تنظر نفسي إلى عوالم مجهولة.
أيتهل البرشانة المقدّسة، أثق بك عندما تفوق مهمّاتي قوّتي وتصبح الشدائد من نصيبي اليومي.
أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما تبدو لي ممارسة الفضيلة صعبة ويزداد مزاجي تمرُّدًا.
أيتها البرشانة المقدسة، أثق بك عندما تستهدفني الضربات.
أيتها البرشانة المقدّسة، أثق بك عندما يسيء الآخرون حكمهم على جهودي وأعمالي المضنية.
أيتها البرشانة المقدّسة، أثق بك عندما ما تدوّي أحكامهم عليّ، آنذاك سأثق ببحر رحمتك

357- + أيها الثالوث الأقدس الكلّي قدسه، إنني أثق برحمتك اللامتناهية فالله هو أبي، لذا، وأنا طفلته، يحقّ لي كل مطلب من قلبه الإلهي. وتزداد ثقتنا كمالًا بقدر ما تتكثّف الظلمة.

358- إنني لا أفهم كيف يمكن أن لا نثق به. هو القادر على كل شيء. معه نستطيع كل شيء وبدونه لا شيء. هو الرب فلن يسمح أن يخزي كل الذين وضعوا ثقتهم فيه.

10 شباط 1953. + يوم الخميس.

359-في المساء، وقت زياح القربان، وبدأتْ هذه الأفكار تزعجني: أليسَ كل ما أقوله عن رحمة الله العظيمة هو ربّما مجرد كذب وأوهام؟ أردتُ أن أفكّر بذلك قليلًا فسمعت صوتًا قويًا وواضحًا في داخلي ويقول لي: «كل ما تقولينه عن صلاحي هو صحيح. فما للغة تعابير ملائمة لمديح صلاحي». كانت هذه الكلمات مليئة بالقوة والوضوح مما يدفعني أن أعلن، ولو كلّفني ذلك حياتي، إنها آتية من لدن الله. يثبتُ ذلك السلام العميق الذي رافقها آنذاك وأستقرّ فيّ. هذا السلام أعطاني من القوّة والمقدرة الكبيرتين ممّا جعل كل الصعوبات والشدائد والآلام حتى الموت وكأنّها لا شيء. هذا النور جعلني أستشفّ الحقيقة أن كلّ جهودي لأعيد النفوس إلى معرفة رحمة الري، تحسنُ كثيرًا لدى الله. وتدفّق من جراء ذلك فرح كبير في نفسي، ولا أعرف إن كان في السماح فرح أكبر منه.
آه! لو شاءت النفوس، أن تسمع فقط، ولو قليلًا، إلى صوت الضمير وصوت الروح القدس: إي إلهاماته قلت «ولو قليلًا»، إننا عندما نفتح مرّة ذواتنا لتأثير الروح القدس، فهو بذاته يملأ ما ينقص في داخلنا.

 
قديم 28 - 05 - 2023, 09:11 AM   رقم المشاركة : ( 368 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور

حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور






يطفح قلبي برحمة كبرى للنفوس ولا سيّما الخطأة المساكين،
لكنها لا تريد أن تقبلها

+رأس السنة 1935

360- يطيب ليسوع أن يتدخّل في أصغر تفاصيل حياتنا ويحقق لي غالبًا أمنيات خفيّة، أكتمها أحيانًا، رغم أنني أعلم أن لا شيء يخفاه. هناك تقليد بيننا وهر أن نختار كل واحد منّا يوم عيد رأس السنة شفيعًا خاصًا بها لطيلة السنة.
خالجتني وقت تأمل الصباح رغبة سريّة أن يكون يسوع في سر القربان شفيعي طيلة هذه السنة كما كان في الماضي. أخفيتُ هذه الرغبة عن حبيبي وتحدّثت معه عن كلّ شيء سواها. لمّا حضرنا إلى غرفة الطعام لتناول فطور الصباح، صنعنا إشارة الصليب وبدأنا سحب القرعة. لمّا اقتربت من البطاقات المباركة التي كتب عليها أسماء الشفعاء أخذت واحدة منها دون تردد، ولكن لم أقرأ الاسم على الحال لأني أردتُ أن أقوم بإماتة لدقائق وجيزة. فجأة سمعتُ صوتًا في نفسي «أنا شفيعك، إقرأي». نظرتُ بسرعة على الكتابة وقرأت: «شفيع 1935، الأفخارستيا الكلّي قدسها». رقص قلبي فرحًا وتسلّلت بهدوء بعيدًا عن الراهبات وذهبت في زيارة قصيرة أمام القربان المقدّس حيث أفضيت بما في قلبي. ولكن يسوع لامني بلطف: يجب عليّ أن أكون في هذا الوقت مع الراهبات. عدتُ بسرعة عملًا بالطاعة للقانون.

الثالوث الأقدس، إله واحد

361- غير مدرَك في عظمة رحمتك للخلائق ولا سيّما الخطأة المساكين. لقد أعلنت من لجّة رحمتك التي لا يدركها ولا يسبرها (كما هي) أي عقل إنسان أو ملاك. تغرق حقارتنا وتعاستنا في عظمتك. أيها الصلاح اللامحدود من يستطيع أن يفيك التمجيد؟. هل توجد نفس تدركك في حبك؟ يوجد هكذا نفوس ولكن هي قليلة جدًا.

362- + ذات يوم سمعتُ وقت تأمل الصباحي هذا الصوت: «أنا هو بذاتي مرشدك، كنتُ وما زلت وسأبقى. وعندما سألتِني مساعدةً ظاهرة. اخترت لك وأعطيك مرشدًا قبل أن تطلبينه، لأن عملي يتطلب هذا التدبير. أعلمي أن الأخطاء التي ارتكبتها ضدّه تجرح قلبي كوني على حذر بالأخص من التشبُّث بإرادتك، يجب أن تحمل حتى أصغر الأمور طابع الطاعة». طلبت السماح من يسوع عن هذه الأخطاء بقلب منسحق ومتواضع، واعتذرت إلى مرشدي الروحي وقرّرت أن لا أفعل شيئًا، وهذا أفضل من أن أفعل أشياء كثيرة خطأ. يا يسوع الصالح أشكرك على نعمتك الكبيرة التي هي معرفة ذاتي كما هي! لا شيء سوى تعاسة وخطيئة. أستطيع أن أقوم بذاتي بعمل واحد فقط هو أن أهينك، يا إلهي، لأن الحقارة لا تستطيع أن تعمل من ذاتها شيئًا سوى إهانتك، أيها الجود اللامتناهي.

364- + طُلب إلي مرّة أن أصلّي على نيّة إحدى النفوس. قرّرت فورًا أن أتمم تساعية للرب الرحوم، بالإضافة إلى إماتة، عنيتُ لبس سلاسل حديدية في ساقيّ طيلة الذبيحة المقدّسة. كان قد مضى على عملي هذا ثلاثة أيام، لمّا ذهبت إلى الإعتراف وأخبرت مرشدي الروحي أنني أخذت على عاتقي هذه الإماتة مفترضة الإذن للبدء بها. ظننتُ أنه لن يعترض ولكن سمعت منه العكس، أي أنه لا يجوز لي أن أقوم بشيء ما دون إذن. يا يسوع! كانت تلك خطيئة التشبّث من جديد. ولكن سقطتي لم تُحبط عزيمتي. أعرف جيدًا أنني التعاسة [بالذات] لم أنلْ هذا الإذن بسبب وضعي الصحي وتعجّب مرشدي كيف سمحت لذاتي تضحيات قاسية دون إذنه. طلبتُ السماح عن تشبُّثي أو بالأحرى لافتراض الاذن وطلبتُ إليه أن يستبدل هذه الإماتة بغيرها.

365- إستبدلها مرشدي الروحي بإماتة داخلية أي أن أتأمّل وقت القدّاس في سبب إخضاع يسوع نفسه للعماد. ليس التأمل إماتة بالنسبة لي فالتأمل في الله هو فرح لا إماتة. ولكن رأيت في ذلك قهر إرادتي بحيث لم أعمل [بكل بساطة] ما أريد عمله بل ما طُلب إليّ أن أقوم به فبهذا تكمن الإماتة الداخلية. لمّا غادرت كرسيّ الإعتراف وبدأت بتلاوة صلاة التكفير سمعتُ هذه الكلمات: «لقد وهبتُ النعمة لتلك النفس التي تطلبها لها ولكن ليس بفضل الإماتة التي اخترتها أنت إنّما بفضل عمل الطاعة الكاملة لممثّلي، لذا وهبتُ النعمة لمن توسِلت وتضرّعتِ لأجلها. إعلمي أنك عندما تميتين إرادتك حينئذ أملكُ في داخلك».

366- يا يسوع كن صبورًا عليّ سأكون أكثر انتباهًا في المستقبل، سأتّكل، لا على ذاتي، بل على نعمتك وعلى وجودك العظيم لتتعسني.

367- في احدى المناسبات، أفهمني يسوع أنه لمّا أصلّي على النّيات التي اعتاد الناس أن يعهدوا بها إليّ، فهو دائمًا على استعداد أن يعطيهم نعمه ولكن ترفض النفوس دائمًا قبولها.
«يطفح قلبي برحمة كبرى للنفوس ولا سيّما الخطاة المساكين. لو استطاعوا فقط أن يفهموا أنني أفضل أب لهم وأن الدم والماء قد فاضا لأجلهم من قلبي كما من نبع تتدفّق منه الرحمة. لأجلهم أمكث في بيت القربان كملك الرحمة. أرغب أن أغدق نعمتي على النفوس ولكنها لا تريد أن تقبلها. تأتين أنت، على الأقل، كل ما استطعتِ وتتقبّلين تلك النِّعم التي ترفضها تلك النفوس. هكذا تعزّين أنت قلبي. آه! كم هي غير مبالية بنعم غزيرة كهذه وببراهين عديدة لمحبتي. يشرب قلبي فقط من نكران الجميل ومن النسيان الذي تبديه النفوس العائشة في العالم. عندها الوقت لكل شيء ولكن ليس عندها الوقت لتأتي وتقبل النِعم.
لذا أتّجه نحوك، أنت النفوس المختارة، فهل أنت أيضًا تختلّفين عن فهم محبة قلبي؟ هنا أيضًا يخيبُ أملي فلا أجد انصياعًا كاملًا لمحبتي. هناك الكثير من التحفّظ، من فقدان الثقة ومن الحذر. دعيني أقول لكِ، بغية تشجيعك، أن هناك نفوسٍ تعيش في العالم وتحبّني كثيرًا ولكنها قليلة، إنني أسكن قلبها بفرح. وفي الدير أيضًا نفوس تملأ قلبي سعادة. فهي معجزة الملائكة والبشر ولكن عددها هو قليل. وهي حماية للعالم أمام عدالة أبي السماوي. وسبب الحصول على رحمة له. إن محبة وتضحية تلك النفوس تدعم بقاء العالم. إن خيانة نفس اخترتها خصيصًا، تجرح قلبي بألم أكثر إيجاعًا. تلك الخيانات هي أشبه بسيفٍ يجتاز قلبي».

 
قديم 28 - 05 - 2023, 09:22 AM   رقم المشاركة : ( 369 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور

حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور







إن قلبي حزين لأنّ حتى النفوس المختارة لا تفهم عظمة رحمتي



في صباح هذا الثلاثاء كانت لي في داخلي رؤية قداسة البابا يحتفل بالذبيحة. وبعد تلاوة الصلاة الرّبية تحدّث إلي يسوع عن الموضوع الذي أمرني أن اخبر قداسة البابا عنه. رغم أنني لم أتحدّث شخصيًّا إلى قداسة البابا فقد اهتم بهذه القضية شخص آخر [الأب سوبوتشكو] ولكن في تلك اللحظة ثبت لديّ بمعرفة داخليّة أن قداسة البابا أعار هذا الموضوع اهتمامًا خاصًّا وسيأخذ طريقه قريبًا وفقًا لرغبة المسيح.

369- قبل رياضة الثمانية أيام ذهبت إلى مرشدي الروحي وطلبتُ إليه أن يعيّن لي بعض الاماتات لوقت الرياضة، غير أنني لم أنال السماح بالقيام بكلّ ما طلبته، ولكن فقط بشيء قليل منه. حصلت على السماح بالتأمّل لمدة ساعة في آلام السيد المسيح وبعض أعمال التواضع. لمّا رجعنا إلى البيت توقّفت قليلًا في الكنيسة فسمعت هذا الصوت في نفسي: «هناك أكثر استحقاقًا في ساعة تأمّل بآلامي المحزنة من سنة جَلد كاملة يُسيل الدماء. إن التأمّل بجراحاتي المؤلمة يعطيك استحقاقًا كبيرًا ويفرحني كثيرًا. انتي اتعجّب كيف أنك لم تتخلّي تمامًا بعد عن تشبّثك ولكن سأفرح جدًّا بأن هذا التبدّل سيكتمل وقت الرياضة».

370- في اليوم ذاته، بينما كنتُ في الكنيسة أنتظر الاعتراف، رأيت نفس الشعاعان تنبثق من حقّ القربان وتنتشر في أرجاء الكنيسة. وبقى هذا المشهد طوال وقت الخدمة. وبعد زياح القربان [خفتت تلك الأشعة] من الجانبين ورجعت من جديد إلى حقّ القربان. كان مظهرها برّاقًا وشفافًا كالبلّور. طلبت إلى يسوع أن يتنازل ويلهب نار حبّه في كل النفوس الفاترة. إن القلب يجد الدفء بين هذه الأشعة، حتى ولو كان باردًا كالجليد ويتفتّت غبارًا حتى ولو كن قاسيًا كالصخر.

+ ي.م.ي.
فيلينوس 4 شباط 1935.
رياضة الثمانية أيام

371- يا يسوع ملك الرحمة، لقد حان الوقت أن اكون وحدي معك. لذا أضرع إليك، أن تهدم تمامًا، بكلّ الحبّ الدي يلهب قلبك، أنانيّتي في داخلي وأن تشعل، من جهة أخرى في قلبي، نار حبك الكلّي الطهارة.

372- عند المساء، بعد المحاضرة سمعتُ هذه الكلمات: «أنا معك، سأقوّيكِ في الطمأنينة والشجاعة حتى لا تضعف قواكِ في تنفيذ تصاميمي. على كل حال ستتخلّين تمامًا عن ارادتك في هذه الرياضة، وتتمّمين فيك عوضًا عنها، إرادتي الكاملة. إعلمي أن هذا الأمر سيكلّفك غاليًا لذا أكتبي هذه الكلمات على ورقة بيضاء: “من اليوم فصاعدًا لا وجود لإرادتي” وصلّبي على الصفحة. ثم أكتبي على الجهة الثانية من الورقة: “من اليوم فصاعدًا سأصنع إرادة الله في كل مكان وزمان وفي كل شيء” لا تخافي شيئًا فالحبّ يقوّيك ويسهّل على النفس أن تحبّ».

373- على النفس التي هي بحاجة إلى الحبّ أن يتحوّل اتّجاه حبها، لكن لا إلى طينٍ أو فراغ، بل نحو الله. كم أفرح عندما أفكّر بذلك لأنني أشعر بوضوح انه هو في قلبي، يسوع وحده. أحبّ الخلائق بقدر ما تساعدني على أن أتّحد بالله. أحبُّ كل الناس لأني أرى فيهم صورة الله.

374- +ي.م.ي. فيلنيوس 4 شباط 1935

من اليوم فصاعدًا لا وجود لإرادتي
في كل زمان ومكان وفي كل شيء

لحظة سجدت فيها لأصلّب على إرادتي، كما أمرني به الرّب، سمعت هذا الصوت في نفسي: «من اليوم فصاعدًا لا تخافي حكم الله لأنك سوف لا تحاكمين».

ي.م.ي.فيلنيوس 4 شباط 1935

من اليوم فصاعدًا إرادة الله
في كل زمان ومكان وفي كل شيء

ي.م.ي. فيلنيوس 8 شباط 1935

375- تمارين داخلّية خاصة، أي فحص ضمير ونكران ذاتي وإرادتي.
أ) نكران فكري، إخضاعه لفكر الذين يمثّلون الله على هذه الأرض.
ب) نكران إرادتي، صنع إرادة الله الظاهرة في إرادة الذين يمثّلون الله لديّ والمتضمّنة في قانون رهبنتنا.
ت) نكران رأيي، القبول فورًا بدون تفكير أو تحليل أو تعديل بالأوامر التي يصدرها ممثّلوا الله لديّ.
ج) نكران لساني، لن أعطيه الحرّية البتّة إلا في حالة واحدة، سأعطيه كامل الحرية في إعلان مجد الله. كل مرّة أتناول القربان سأسأل يسوع أن يقوّي ويطهّر لساني حتى لا أهين به قريبي. لذا سأحترم جدّاً النظام الذي يتحدّث عن السكوت.

376- يا يسوع إنني على ثقة أن نعمتك ستساعدني لأحقّق هذه المقاصد. ورغم ان نذر الطاعة يشمل النقاط التي ذكرتها اعلاه، أريد أن أمارس هذه الأمور بشكل خاص لأنها هي جوهر الحياة الرهبانية.
يا يسوع الرحوم، أتوسّل إليك بحرارة أن تنير ذهني لأتوصّل إلى أن أعرفك أكثر، أنت الكائن اللامتناهي وأن أعرف ذاتي أفضل أنا اللاشيء بالذات.

377- حول الاعتراف المقدّس. يجب ان نستخلص نوعين من الاعتراف المقدّس.
أ) نأتي للاعتراف لنشفى.
ب) ونأتي لنتثقّف، إن أنفسنا هي كولد صغير هو بحاجة متواصلة إلى التربية.
يا يسوع خاصّتي، إنني افهم هذه الكلمات بكلّ أبعادها، وإنني اعرف، إنطلاقًا من خبرتي، ان النفس لا تستطيع أن تذهب بعيدًا بقوّتها الخاصّة. إنها ترهق ذاتها ولن تصنع شيئًا لمجد الله. ستضلّ باستمرار لأن ذهننا قد أظلم ولا يعرف كيف يميّز شؤونه الخاصة. سأعير انتباهًا خاصًا إلى أمرين، أوّلًا: سأختار، في اعترافي ما يواضعني أكثر، حتى ولو كان شيئًا تافهًا، إنما شيء يكلّفني غاليًا ولذا أعلنُ عنه. ثانيًا: سأمارس التوبة، ليس فقط وقت الاعتراف، بل طيلة فحص ضميري وسأبعث فيّ فعل توبة كاملة لا سيّما عندما أذهب إلى الرقاد. كلمة أخرى، على النفس التي ترغب في أن تسير قدمًا في الكمال أن تحفظ بدقة نصيحة المرشد الروحي، فالقداسة هي بقدر الطاعة.

378- كنتُ مرة أتحدّث مع مرشدي الروحي أخدتْني رؤية داخلية، -أسرع من البرق – لنفسه الغارقة في الألم، في نزاع شديد قلّما يلمس الله بناره، بعض النفوس. يأتي ذلك الألم من عمله. يأتي وقت يصبح فيه هذا العمل الذي يطلبه الله بالحاح، وكأنّه لم يُتْمَّم. حينئذٍ يتصرّف الله بقوّة عظيمة برهانًا لصدق مطالبه وتتلألأ الكنيسة بإشراق جديد رغم أن هذا الإشراق كان هاجعًا في داخلها منذ زمن طويل. لا أحد ينكر رحمة الله اللامتناهية فهو يريد أن يعرفها كل أحد قبل أن يأتي إلى الحكم. يريد أن تتوصّل النفوس إلى معرفته قبل كل شيء، كملك الرحمة. وعندما نحقّق هذا الانتصار، نكون قد دخلنا حياة جديدة لا ألم فيها. ولكن قبل ذلك تكون نفسك [أيها المرشد الروحي] قد تَخِمَت من مرارة رؤية تدمير جهودك. ويبدو الأمر كذلك لأن الله لا يُبدّل ما سبق وقرّره. والألم يكون حقيقيًّا رغم ان هذا التدمير هو مظهر خارجي فقط. متى يكون ذلك؟ لا أعلم. كم يدوم ذلك؟ لا أعلم. ولكن الله وعد بنعمة كبرى خاصّة بك ولجميع «الذين يعلنون عن رحمتي العظمى، سأحميهم أنا بذاتي في ساعة الممات، كما احمي مجدي. ولو كانت خطايا النفس حالكة كالليل، فالخاطئ، عندما يعود إلى رحمتي، يمجّدني أفضل تمجيد ويصبح فخر آلامي. عندنا تمجّد النفس جودتي، يرتجف إبليس أمامها ويهرب إلى أعماق الجحيم».

379- في وقت احدى العبادات وعدني يسوع قائلًا: «إنني سأتصرف، حسب رحمتي اللامتناهية، في ساعة الممات مع النفوس التي تلجأ إلى رحمتي، ومع الذين يمجّدون رحمتي العظيمة ويبشّرون بها الآخرين».
قال يسوع: «إن قلبي حزين لأن حتى النفوس المختارة لا تفهم عظمة رحمتي. ويشوب علاقتها (معي) نوعًا ما، عدم الثقة. اه! كم يجرح ذلك قلبي! تذكّري الامي وإن كنت لا تصدقين كلامي، فصدّقي، أقلّه، جروحاتي».

380- لا أتحرك ولا أسعى وراء ما يرضيني لأن النعمة تغمرني. أفكر دائمًا بما هو أكثر ارضاءً ليسوع.

381- لما كنتُ أتأمّل مرة في الطاعة، سمعتُ هذه الكلمات: «في هذا التأمل يتحدّث الكاهن إليك بالإخلاص، فاعلمي أنني أعيرهُ شفتاي». حاولتُ أن أستمع بكل انتباه، إلى كل شيء وأن أطبّقه في قلبي كما كنتُ أفعل في كل تأمل. ولمّا قال الكاهن أن الله يملأ بقوة النفس المطيعة… «نعم، عندما تطيعي انزع عنك ضعفك واستبدله بقوّتي. انني أتعجّب كيف أن النفوس لا تريد هذه المقايضة معي» قلت للرب: «يا يسوع أنِرْ قلبي وإلّا لن أفهم شيئًا أنا أيضًا من هذه الكلمات».

382- أعرف أنني لا أعيش لذاتي بل لعدد كبير من النفوس. أعرف أن النعم لم توهب لي وحدي بل للنفوس. يا يسوع، لقد أفرغت لجّة رحمتك في نفسي التي هي لجة التعاسة بالذات. أشكرك يا يسوع على نعمتك وعلى أجزاء الصليب التي تهبني اياها في كل لحظة من حياتي.
 
قديم 12 - 06 - 2023, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 370 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,541

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور

حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور





القديسة فوستينا تذهب الى فارسو لزيارة أمها المنازعة



396- كانت رفيقات سفري في غاية اللطف، كانت معي في الحجرة عدّة نساء من أخوية مريم. شعرتُ أن واحدة منهن تتألّم جدًّا وتخوض معركة قاسية في نفسها. بدأت بالصلاة بالروح من أجل هذه النفس. في الساعة الحادية عشر ذهبتْ تلك النساء إلى حجرة أخرى للتحدّث وتتركنا نحن الاثنين وحدنا في مؤخرة عربة القطار. شعرتُ أن صلاتي تسبّبت بعراك أكثر قساوة من نفسها. لم أعزّها بل صليت بحرارة كلية. أخيرًا اتجهتْ السيدة نحوي وسألتني إذا كانت مرغمة أن تُتمّم وعدًا ما قطعه لله. آنذاك تلقيتُ معرفة داخلية عن وعدها وأجبت: «أنت مجبرة حتمًا أن تفي بوعدك وإلا ستشقين طيلة ما تبقى من حياتك. ستلاحقك هذه الفكرة في كل مكان وتقلقك». فتحت قلبها لي متعجّبة من جوابي.
كانت معلّمة مدرسة. وقبيل الامتحانات وعدت الله أن تكرّس ذاتها لخدمة، إن هي أجادت الامتحان، أي أن تدخل إحدى المؤسّسات الرهبانية. إجتازت الامتحان بنجاح كبير. «ولكن» قالت، «لمّا دخلت في عجقة العالم وإنهماكاته لم أعد أريد دخول الدير. غير أن ضميري أقلقني ورغم اللهو أجد نفسي دائمًا تعيسة».
بعد حديث طويل تبدّلت تمامًا وقالت لي أنها ستأخذ عاجلًا الخطى اللازمة لدخول الدير. طلبت إليَّ أن أصلّي من أجلها وشعرت أن الله سيُكرمها بنعَمهِ.

397- بلغتُ إلى فارسو صباحًا وفي الساعة الثامنة مساءً وصلتُ إلى البيت. يا لفرح أهلي وكلّ العائلة. يصعب عليّ وصف هذا الفرح. كانت صحّة أمي تحسّنت قليلًا ولكن لم يعطيها الطبيب أملًا بالشفاء التّام. بعد أن سلّمتُ على كل واحد بمفرده سجدنا لنشكر الله على النعمة لجمعينا مرة أخرى في هذه الحياة.

398- لما رأيت كيف يصلي والدي خجلت كثيرًا من نفسي لأنني بعد سنين عديدة في الدير لم أتوصل بعد أن أصلّي بهذا الصدق والحرارة. فلم أنقطع عن شكر الله على حالة أهلي هؤلاء.

399- كم تبدّلت الأمور طيلة هذه السنين العشر إلى حدّ لم أعد أميّزها. لقد صغرت الجنينة فلم أعدْ أعرفها. لقد كبر إخوتي وأخواتي وقد غادرتهم أولادًا. ودهشت لأني لم أجد كما كانوا يوم غادرت البيت. كان (ستانلي) يرافقني كل يوم إلى الكنيسة وشعرت أنه كان مرضيًا لله كثيرًا.

400- في آخر يوم، لمّا غادر الجميع الكنيسة، ذهبتُ معه أمام القربان المقدّس وتلونا معًا صلاة المجد. وبعد برهة سكوت، قدّمتُ نفسه لقلب يسوع الكلّي عذوبة. كما كانت الصلاة سهلة في تلك الكنيسة الصغيرة. تذكرت كل النعم التي قبلتها هناك ولم أفهمها في ذلك الوقت وأسأت استعمالها أحيانًا. ودهشت كم كنتُ انذاك عمياء. وبينما كنتُ أندم على عماي، رأيت الرب يسوع فجأة، مشعًّا بجمال يفوق الوصف وقال لي بحنان: «أنتِ يا من اخترتك، سأعطيك أيضًا نعمًا أوفر لتستطيعي ان تشهدي لرحمتي اللامتناهية عبر الأبدية».

401- مرّت أيام في البيت برفقة أناس عديدين. كل واحد أراد أن يراني ويتحدّث إلي. كنتُ غالبًا أحصي هناك قرابة الخمسة والعشرين شخصًا يصغون بانتباه متزايد أخبار القديسين. وبدا لي أن بيتنا أصبح حقًا بيت الله، فلا نتحدّث كل مساء إلا عن الله. لمّا كنتُ أتعب من تلك الأحاديث وتتوقف نفسي إلى الهدوء والسكينة كنتُ اخرج خلسة إلى الجنينة في المساء لأتحدّث إلى الله وحدي ولم أوفّق دائمًا في ذلك، فسرعان ما يأتي اخوتي واخواتي لإعادتي على البيت حيث، مرة أخرى، كان عليّ أن أتحدّث مع تلك الأعين المحدقة بي. لكن كنت أكتشف وسيلة للحصول على بعض الراحة. كنتُ أسأل اخوتي أن يغنّون لي لاسيّما أن اصواتهم هي في غاية الجمال، بالإضافة إلى أن أحدهم كان يعزف على الكمنجة والآخر على المندولينة. استطعت طيلة ذلك الوقت أن أتكرّس للصلاة الداخلية دون أن أتحاشى رفقتهم.
كان علي أيضًا أن أقبّل الأولاد، هذا ما يكلّفني غاليًا. كانت النساء اللواتي عرفتهنّ يأتين بأولادهنّ ويطلبن إليّ أن أحملهم إلى ذراعيّ، ولو لوقت قصير، وأن أقبّلهم. كنّ يعتبرنَ ذلك نعمة كبرى، أما بالنسبة لي فكانت فرصة لممارسة الفضي حيث ان العديد من الأولاد كانوا وسخين جدًّا. ولكن كنت أقبّل الطفل الوسخ مرتين بغية السيطرة على شعوري وعدم إظهار الاشمئزاز. جاءت إحدى الصديقات مع طفل وعيناه مصابتان بمرض ومملوءتان قيحًا وقالت لي: “أرجوك يا أختي، أن تحمليه على ذراعيك، لبرهة وجيزة” فاشمأزّيت أولًا ولكن دون أن أنتبه على أي شيء آخر، أخذت الطفل وقبّلته مرتين حيث الإصابة، سائلة الله أن يشفيه. كان لدي مناسبات عديدة لممارسة الفضيلة. كنتُ أستمع للناس يروون مصائبهم ولم أرَ قلبًا واحدًا سعيدًا لأنني لم أجد أحد يحب الله حقًا، ولم أتعجّب من ذلك أبدًا. حزنتُ جدًا لعدم رؤيتي اثنتين من أخواتي. شعرتُ في داخلي أن نفسيهما هما في خطر، وامتلك الحزن قلبي عندما فكرت بهما. لمّا شعرتُ مرة أنني قريبة جدًّا من الله، سألت الرب بحرارة أن يعطيهما النعمة فستجابني الربّ: «سأهبهما ليس فقط النعم اللازمة بل أيضًا نعمًا خاصة». فهمت ان الله يدعوهما إلى اتحاد وثيق به وهلّلت فرحًا لمشاهدة هذا الحبّ السائد في عائلتنا.

402- بينما كنتُ أغادر أهلي طالبة بركتهم شعرتُ بقوّة قلبي نعمة الله تحلُّ في نفسي. باركني أبي وأمي وجدّتي والدمع في أعينهم وتمنّوا لي أمانة كبرى لنعم الله، وتوسّلوا إليّ أن لا أنسى أبدًا كم حَباني الله من نِعم بدعوته لي إلى الحياة الرهبانية. طلبوا إليّ أن أصلّي من أجلهم. لم أذرف دمعة واحدة رغم أن الجميع كانوا يبكون. حاولت أن أبقى شُجاعة وان أعزّيهم بقدر استطاعتي، مذكّرة إياهم بالسماء حيث لا يفرق هناك بعد. رافقني ستانلي إلى السيارة. أخبرته كم يحب الله النفوس الطاهرة وأكّدت له أن الله هو راضٍ عنه. لمّا كنتُ أخبره عن صلاح الله وكيف يفكّر فينا، أجهش بالبكاء كطفلٍ صغير، ولم أتعجّب من ذلك لأن نفسه كانت نقيّة وهو بفضل ذلك قادر أن يعترف إلى الله.

403- لمّا صعدت على السيارة تركتُ قلبي يسير على هواه، وبكيت أنا كطفلة من الفرح بأن الله وهب عائلتنا هذه النِعم الغزيرة واستغرقت طويلًا في صلاة الشكر.
عند المساء وصلت إلى فارسو. حيّيتُ أولًا رب البيتِ [يسوع في الأفخارستيا] ثمّ ذهبت لأحيّي كل الجماعة.

404- لما دخلت الكنيسة لأمسّي الربّ بالخير، قبل أن أنزوي، وعند اعتذاري عن قلّة حديثي معه لمّا كنتُ في البيت، سمعت هذا الصوت في نفسي: «أنا مسرورٌ جدًّا وإن لم تتحدّثي معي فقد جعلتِ النفوس تدرك صلاحي ودفعتِ بها إلى محبتي».

405- قالت لي الأم الرئيسة [ماري جوزيف] “نحن ذاهبون سويّة غدًا إلو جوز جينكس Jozeginex يا أختي، وستحظين بالحديث مع الأم الرئيسة العامة [مايكل] فسررت جدًّا. الأم الرئيسة هي دائمًا كما كانت، مليئة بالصلاح والسلام وروح الله. تحدّثت طويلًا معها. واشتركنا في خدمة بعد الظهيرة ورتّلنا طلبة قلب يسوع الأقدس. كان يسوع مصمودًا في حقّ القربان.

406- بعد قليلٍ، رأيت الطفل يسوع يخرج من البرشانة ويستريح في يديّ. دام ذلك وقتًا وجيزًا وغمر الفرح نفسي. كان يسوع شبيهًا بما كان عليه ساعة دخلت الكنيسة مع الأم الرئيسة- مديرتي السابقة، ماري جوزيف. عدتُ في اليوم التالي إلى فيلينوس التي أحبّ.

407- آه كم شعرتُ بالفرح عندما رجعت إلى ديرنا. بدا لي وكأنني دخلت الدير للمرّة الثانية. استرسلتُ بسعادة لا حدود لها في الصمت والسلام الذي بفضله تستطيع النفس أن تستغرق بسهولة في الله، يساعدها كل واحد دون أن يزعجها أحد.

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
السلام للقديسات العفيفات
بالصور أفضل 10 طرق لتقوية اتصالك بـ wifi النت هيبقى صاروخ
حصريا اكبر مجموعه صور علي النت لقداسه البابا شنوده الثالث ( متجدد )
مجموعة صور للقديسات
حصريا شاهد بالصور دير الشهداء والاجساد المقدسة


الساعة الآن 11:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025