|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أفرام السرياني إن القنب لا يصلح أن يصير منه غزلاً دقيقاً إن لم يدق ويمشط كثيراً وبمقدار ما يدق ويمشط ويصير نقياً مبيضاً موافقاً للعمل، هكذا النفس التي تحب اللـه الداخلة في محن وتجارب كثيرة الصابرة علي الأحزان بشهامة تصير مهذبة طاهرة وجزيلة النجابة في الروحانيات ذات صناعة دقيقة تؤهل أن ترث المملكة السمائية ومثل الإناء الجديد اختراعه إن لم يلق في النار فلا يصلح لاستعمال الناس أو كالطفل ما دام طفلاً لا يصلح لأعمال العالم فلا يبني مدناً ولا يقدر أن يغرس غروساً ويلقي بذاراً ولا يكمل عملاً آخر من أعمال العالم. هكذا النفوس المشاركة النعمة الإلهية تَهرب لحلاوة راحة الجسد بصفة أطفال لكونِها لم تختبر بتجارب مختلفة وأحزان من الأرواح الخبيثة التجارب التي توضح الصبر فتلك النفوس هي أطفال لا تصلح للملك كما قيل إن كنتم خالين من الأدب الذي قد شاركه الكل فأنتم إذاً نغول ولستم بنين. فقد أستوضح إذاً أن الأحزان والمحن موافقة للإنسان وتجعل النفس مختبرة وصلبة إن اصطبرت علي النوائب التي توافيها بشهامة ونشاط وهي متوكلة علي المسيح منتظرة بإيمان لا أرتياب فيه النجاة من لدن المسيح ورحمته فهي غير ممكن أن تخيب من موعد الروح ومن الخلاص من آلام الرذيلة. |
|