* "قبل أن تكتمل أيامه يهلك، وتكون يداه ذابلتين" [32]...غالبًا الإنسان الشرير، في سبق معرفة الله الخفية لا يعين الله له طول عمر، فإنه إذ يريد أن يعيش حسب الجسد يتخيل أنه يعيش أيامًا كثيرة. وإذ لا يقدر أن يبلغ العمر الذي يطلبه لنفسه يبدو كمن يهلك قبل اكتمال أيامه.
هذه العبارة أيضًا يمكن أن نفهمها بمعنى آخر. نرى عادة أشخاصًا يسلكون في الشر، ومع هذا يبلغون إلى شيخوخة متأخرة جدًا. إذن كيف يُقال: "قبل أن تكتمل أيامهيهلك"، بينما نرى من بينهم أشخاصًا ترتعش أطرافهم بسبب الشيخوخة، مع ذلك فإن أهواءهم لا تكف عن أن تحمل إليهم شرورهم؟ إنه يوجد البعض بعد أن فقدوا طريق الحياة ارتدوا، وصار ضميرهم يعذبهم، فتركوا طرقهم الوقحة، واستبدلوا أفعالهم، وقاوموا شرورهم القديمة، وهربوا من الأرضيات، واتبعوا أهدافًا سماوية، لكنهم قبل أن يثبتوا في هذه الأهداف المقدسة، وإماتة الفكر، عادوا إلى ما كانوا عليه في البداية، وسقطوا في عاداتهم الشريرة التي قرروا تركها... فإنه ما لم يثبت القلب أولًا في الشهوات السماوية بالطلب المستمر، والاهتداء المستمر، فإنه إذ يرتد لتنفيذ أمورٍ خارجية، يُقتلع من ثباته في العمل الصالح.