* "صوت مرعب دائمًا في أذنيه، وحين يوجد سلام يتوقع حدوث مكائد" [21]. ولكن ليس شيء أسعد من بساطة القلب... ولا يكون شيء مرعبٌ في اللقاء مع الغير. فإن البساطة تكون أشبه بقلعة للقوة، ولا يوجد ريب في اجتياز ما ليس فيه تذكر لذاته، لذلك حسنًا قال سليمان: "مخافة الرب ثقة عظيمة"، كما يقول: "الذهن الآمن يشبه وليمة دائمة" (أم 14: 26؛ 15: 15). فإن مجرد الراحة في أمان يشبه انتعاشًا دائمًا. من الجانب الآخر الفكر الشرير دائمًا في آلامٍ وأتعابٍ، إما لأنه يصارع مع محنٍ قد تحل به، يخشى أن تحل عليه بواسطة الغير. إذ يدبر مؤامرات ضد أقربائه يخشى الذهن من الخطط التي يدبرها الأقرباء ضده... وحين يوجد سلام يتخوف من حدوث مؤامرات، إذ يتعامل في مكرٍ على الدوام، واضعًا في ذهنه أنه ليس من يتعامل ببساطة معه. مكتوب: "عندما يسقط الشرير في حضرة الأشرار يدين" (أم 18: 3)، إذ تحوط به ظلمة شره، وبالتالي ييأس من وجود النور. لذلك قيل بعد ذلك: "إنه لا يؤمن أن يخرج من الظلمة، بل ينتظره السيف" [22].
البابا غريغوريوس (الكبير)