رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* الحياة في الجسد هي زهرة في عشب. حسنًا قيل بالمرتل: "الإنسان مثل العشب أيامه، كزهر الحقل كذلك يُزهر" (مز 103: 15). أيضًا يقول إشعياء: "كل جسد عشب، وكل مجده كزهرٍ" (إش 40: 6). فإن الإنسان مثل زهرة تختفي، فجأة يُظهر نفسه في يومٍ مفتوحٍ، وفي لحظة ينسحب بالموت حيث يختفي... حيث ينسحب الإنسان يوميًا إلى الموت، لحظة فلحظة، بحق أُضيف: "يهرب كظلٍ، ولن يبقى على حاله"... لماذا تُشبه حياة الإنسان بالظل لا بالشمس، إلاَّ لأنه بحسب صوت الحق: "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 12). حسنًا قيل: "لن يستمر حال كما هو". فإنه ينتقل من الطفولة المبكرة إلى الطفولة، ومن الطفولة إلى الشبوبية، من الشبوبية إلى الرجولة، ومن الرجولة إلى الشيخوخة، ومن الشيخوخة إلى الموت. هكذا في الحياة الحاضرة يلتزم الإنسان بذات خطوات نموه أن ينقص. وهو دائمًا يتدمر بذات العلل التي يظن أنه بها يقتني ما هو لحياته. إذ لا نستطيع أن تكون لنا إقامة ثابتة هنا، فقد أتينا لكي نعبر، وبذات الوسائل التي بها نحيا نعبر بها يوميًا من هذه الحياة. لم يكن الإنسان الأول قادرًا أن يدرك هذا الانطلاق من الحياة، وذلك قبل العصيان، إذ عبر به الزمن وهو قائم. ولكن بعد العصيان وضع الإنسان نفسه على نوعٍ من منزلق حاله المؤقت. إذ أكل الثمرة الممنوعة في الحال فشل في البقاء. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|