رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجربة الثانية: حاجة نفسية: الأمان. استغل الشيطان حاجة الأمان فجرّب يسوع بان يطرح نفسه الى أسفل متحدِّيا بذلك قوانين الجاذبية والقدرة البشرية قائلا" إِن كُنتَ ابنَ الله فأَلقِ بِنَفسِكَ إِلى الأَسفَل، لأَنَّه مَكتوب: "أَوصى مَلائِكَتَه بِكَ لِيَحفَظوكَ في جَميعِ طرقِكَ على أَيديهم يَحمِلونَكَ لئَلاَّ تَصدِمَ بحَجَر رجلَك " (مزمور 91: 12). أستخدم الشيطان كلمة الله بطريقة مضللة ومحرّفة وجعلها أساسًا للتجربة. إذ يستخدم المزمور ولكنه لم يكمله، فالباقي ليس في مصلحته كما يُعلق القديس جيروم" يفسّر الشيطان المكتوب تفسيرًا خاطئًا... كان يليق به أن يكمّل ذات المزمور الموجَّه ضدّه إذ يقول: "تطأ الأَسَدَ والأفعى تدوسُ الشبلَ والتنين" (مزمور 91: 13). فهو يتحدّث عن معونة الملائكة كمن يتحدّث إلى شخص ضعيف محتاج للعون، ولكنه لم يذكر أنه سيُداس بالأقدام". أستخدم الشيطان هذه الآية بخدعة لكي يدفع السيّد المسيح ليجرِّب أباه السماوي ويفسد رسالته بتجنب حمل الصليب مهتمّا باستعراض إمكانيّاته والمجد الباطل، وذلك بطلب الملائكة لتحفظه عِوض الدخول في حياة الألم. ونستنتج مما سبق ان يسوع هو “ابنُ الله" لاقتدائه بأبيه الكلي الرحمة والتواضع (متى 11: 11: 27-29) 29)، وذلك تسليم نفسَه للعناية الإلهيّة وحرصه على ألاّ نضع الله في التجربة لكي نتحقّق من عنايته لنا "لا تُجَرِّبَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ" (متى 4: 7). إن هذه التجربة هي التجربة الدائمة التي كان معاصرو يسوع يطرحونها عليه طيلة حياته العلنية: اصنع المعجزات، أعطنا آية من السماء، (لوقا 11: 29) أظهِر لنا بقدرتك ومعجزاك أنك المسيح المنتظَر (يوحنا 2: 18)، انزل عن الصليب! (متى 27: 42). والشيطان يقول ليسوع الآن "أَلقِ بِنَفسِكَ إِلى الأَسفَل" (متى 4: 6)، ولو فعل يسوع المعجزة بإلقاء نفسه الى الأسفل فأنه يقع في الكبرياء وآمن به الجميع بسبب هذه المعجزة الخارقة، ولكن يسوع رفض ذلك واظهر انه طريقه هو طريق الصليب. اراد الشيطان ان يشكك يسوع في علاقته مع الله ابيه كي يفقد ثقته بالآب! هل الله قادر ان يحميه؟ وكأني بالشيطان يقول ليسوع: أنت تستطيع فعل كلّ شيء. افعل ما تشاء، وهكذا تجبر الآب على أن يخلّصك، وأن يبادر إلى معونتك إن كان أبا حقيقيا! أما موقف يسوع فهو قادر ان يفعل كل شيء لكن يحافظ على موقفه البنوّي مع الله الآب مركِّزا على خطته الابوية " لا تُجَرِّبوا الرَّبَّ إِلهَكم" (تثنية الاشتراع 6: 16). يجب ان لا نستغرب أن نُجَرَّبَ بدورنا بنفس التجربة المأساوية، تجربة فقدان الثقة بالله والإحساس بتخلّي الربّ عنا! وهذه أخطر التجارب؛ إنها تجربة الإلحاد: "فلو كان الله موجودا، لما حصل معي هذا!". وأن مشكلة الشر والألم في العالم هي وراء فقدان الثقة بالله، ولكننا نؤمن بأنّ يسوع "معنا"، وأنه كان الأوّل في الانتصار على هذه التجربة ببقائه على الدوام أمينا للربّ حتى وهو "مسمّرٌ على الصليب". |
|