07 - 03 - 2023, 02:10 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
عِنْدَ الشَّيْبِ حِكْمَةٌ وَطُولُ الأَيَّامِ فَهْمٌ [12].
لا يستطيع أحد أن ينكر تمتع البعض بالحكمة هذه التي ينالونها مع خبرة السنين وطول الأيام. "ما أجمل الحكمة للشيوخ والرأي والمشورة لأرباب المجد" (سيراخ 25: 7).
قد تكون لهم الحكمة والإدراك والفهم للأمور لكنهم يعجزون عن تنفيذ حكمتهم، أما الله فكلي الحكمة والقدرة.
ربما أراد أيوب أن يعلن لهم أنهم قد تسرعوا في الحكم عليه لأنهم رأوه بسقط في تجارب كثيرة، وكان يليق بهم أن ينتظروا مدة من الزمن لكي في حكمة صادقة يروا ما وراء التجارب.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم على لسان أيوب: [ألعلنا إذ نعرف هذا الكثير نظن إننا نعرف كل شيء؟ أنا أعلم أن الأشرار يعاقبون، لكنكم ترون أنه بالرغم من برِّي أنا أيضًا أعاقب. أضف إلى هذا، هل يحتاج الأمر إلى وقت لكي تفهموا عن أمر له أمثلة كثيرة متشابهة؟ ألا ترون كيف يقدم الكتاب المقدس عمق الخبرة؟ ماذا اقتنى القدماء بخبرة الأحداث بالتفصيل، وأنتم الأصغر منهم تقدمون تشكرات كثيرة لذاك الذي يعدد الأحداث. لقد حدثت لهم أحزان كثيرة ومن جوانب متعددة وأنتم أيضًا إن بحثتم في الأسفار المقدسة باهتمام شديد ترون الكثير منهم (قد دخلوا في ضيقات). هذا هو السبب لقول احدهم: "لتكن راغبًا في سماع مقالٍ صالحٍ"، وفي موضع آخر يقول: "لا تحتقر مقال القدامى"... فإن هؤلاء بالحق ملتحقون بمدرسة آبائهم" (ابن سيراخ 6: 35، 8: 8-9). إنكم لستم محتاجون إلى زمن، فإن كان الله نفسه يرغب أن يهبكم إياها، فلستم في حاجة إلى زمن.]
* "الحكمة عند الشيب، والفهم بطول الأيام" [12]. ذلك لأن الحكمة نقتنيها بالدراسة، والتعلم يغرس في الذهن بدروس البشر. أما بالنسبة لله فالأمر على غير ذلك، لأنه هو نفسه الحكمة في شخصه، وهو الذي يعلم دروس الحكمة.
* هذه الأقوال تثبت جذور الحكمة، فباستمرار الحياة تتقوى الحكمة وذلك بممارسة الأعمال. ولكن إذ يوجد كثيرون قد وُهب لهم طول الحياة، ولم توهب لهم الحكمة، لذا يظهر بلياقةٍ من له القرار لتقديم هذه الهبات، قائلا: "به الحكمة والقدرة، له المشورة والفهم".
البابا غريغوريوس (الكبير)
|