06 - 03 - 2023, 01:47 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
معرفة الله لنا ولخليقته
الله يعرف أولاده وخدّامه المقدّسين، ولا يعرف الأشرار فعلة الإثم، لهذا عندما سقط آدم في الخطيّة سأله: أين أنت؟
وكما يقول القديس جيروم: [كان الله يعرف أن آدم في الجنّة، ويعلم كل ما قد حدث، لكنّه إذ أخطأ آدم لم يعرفه الله، إذ قال له: أين أنت؟[كأنه لا يراه، لأن آدم اعتزل النور الإلهي والبرّ، فصار تحت ظلال الخطيّة وظلمة الموت.]
يُعلّق القديس أغسطينوسعلى قول السيد: "لا أعرفكم" هكذا: [لا أراكم في نوري، في البرّ الذي أعرفه.] فالله لا يرانا في نوره عندما نطيل الصلوات باطلًا أو نكرز باسمه أو نصنع قوّات وإنما حينما نحيا معه وبه ونسلك طريقه.
* كتابة أسمائنا في السماء برهان على حياتنا الفاضلة، أمّا إخراج الشيّاطين فهو هبة من المخلّص، لذلك يقول للذين يفتخرون بعمل القوات دون ممارسة الحياة الفاضلة: "لا أعرفكم"، إذ لا يعرف الله طريق الأشرار.
* لا يعرف الرب الخاطئ بل البار .
* يا للعجب الذي جاء ليقيمه من الأموات يبدو كمن لا يعرف موضع القبر، إذ "قال: أين وضعتموه؟" [34]. وكما يقول كثير من الآباء إن الله العالم بكل شيء يبدو كمن لا يعرف موضع الظلمة، ولا يعرف الشر ولا الأشرار. لهذا إذ أخطأ آدم في الجنة، سأل الرب: "أين أنت؟" (تك 3: 9). وفي يوم الدينونة يقول للأشرار: "لست أعرفكم" (مت 7: 23)، وهنا يتساءل: "أين وضعتموه؟"
* لست أراكم في نوري، في البرّ الذي أعرفه.
* ماذا تعني "أنظر"؟ ترفق، فإن الرب ينظر حين يتحنن. لذلك قيل له: "أنظر إلى تواضعي وألمي، واغفر لي كل خطاياي" (مت 9: 13).
* ربما إذ يعرف الرب الذين هم له (2 تي 2: 19؛ عد 16: 5)، لا يعرف الذين ليسوا له. وكما يقول عن البعض: "إني لم أعرفكم قط" (مت 7: 23)، لهذا يقول أيضًا عن يهوذا الذي ليس له: "إني لا أعرفك قط". لكن لو أن يهوذا كان للمسيح ثم سقط، كان يُمكن أن يُقال له: "لست أعرف من أين أنت" (راجع لو 13: 27)... لهذا السبب لم يقل: "أنا أعلم جميعكم"، بل "أنا أعلم الذين اخترتهم".
* إلى أن دعاها باسمها وظهر لها كهاتفٍ لا تزال تظنه ميتًا وتسأل أين هو موضوع،دعاها باسمها. وكأنه يقول لها: "لتعرفي ذاك الذي يعرفك". وإذ دُعيت مريم باسمها عرفت خالقها. إنه ذاك الذي تبحث عنه خارجها، وهو يعلمها أن تبحث عنه داخليًا .
البابا غريغوريوس (الكبير)
|