![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَأَجَابَ صُوفَرُ النَّعْمَاتيُّ: [1] أَكَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ يُجَاوَبُ، أَمْ رَجُلٌ مِهْذَارٌ يَتَبَرَّرُ؟ [2] بدأ أليفاز بمقدمة في وقار شديد (أي 4: 2)، أما بلدد فكان في حديثه أكثر خشونة مع أيوب (أي 8: 2). وجاء صوفر ينقَّض عليه بغير رأفة، موجهًا إليه عبارات قاسية جدًا. لم يكن ممكنًا لصوفر أن يقبل منطق أيوب أن الله هو الذي سمح له بالتجارب بالرغم من كونه بارًا (4:11،21:9، 7:10).، فإن هذا يناقض كل فلسفة دينية سواء في عصره أو سابقه لعصره. بدا أيوب كمن هو مناقض لكل الفلاسفة وأصحاب المعرفة الدينية. بدأ بقوله: "أكثرة الكلام لا يجاوب، أم رجل مهذار يتبرر؟" ظن صوفر في أيوب إنسانًا ثرثارًا، ورجل كلام بلا عمل، لا يستحق أن يُرد عليه، ومهذارًا لا يحمل جدية، ليس في حديثه روية، أو اتزان ليجاوب عليه. سبق بلدد فقال لأيوب: "وتكون أقوال فيك ريحًا شديدة" (8: 2)، وجاءت في الترجمة السبعينية: "نسمات فمك تفيض في كلمات". هنا يتهمه صوفر النعماتي بالثرثرة. حقًا لقد قدم صوفر آراء سديدة وحكيمة، لكنه اتهم أيوب ظلمًا، لأنه لم يشاركه مشاعره كإنسانٍ متألم للغاية، ولم يدقق في كلمات أيوب وظروفه. اتهم أيوب بالثرثرة وكثرة الكلام الباطل بغية تبرير نفسه. مع أن ما نطق به لا يُحسب ثرثرة بالنسبة لما حلّ به. وفي حديثه لم يبرر نفسه بل اعترف أنه خاطي (9: 20). هنا يدعو صوفر أيوب أن يكون حكيمًا، بأن يجلس عند أقدام الشيوخ، وينصت صامتا، لا أن يكون كثير الكلام. يقول القديس يعقوب: "ليكن كل إنسانٍ مسرعًا في الاستماع، مبطئا في التكلم" ( يع 1: 19). ولعله يقصد بالشيوخ أصحابه الثلاثة. بمعنى آخر يرى صوفر أن من حقه ومن حق زميليه أن يقدما عظات ونصائح ومشورات لأيوب، وما على أيوب سوى أن يجلس عند أقدامهم يتعلم منهم في صمتٍ! *لم يقدم صوفر رأيًا خاطئًا بقوله: "رجل كثير الكلام لن يقدر أن يتبرر. مادام الإنسان يترك نفسه يتكلم مسترسلًا، تهرب منه رزانة الصمت، ويفقد حفظ نفسه في أمان. لهذا كتب: "عمل العدل سكونًا" (إش 32: 17). هكذا يقول سليمان: "مدينة متهدمة بلا سور، الرجل الذي ليس له سلطان على روحه في الكلام" (أم 25: 28 Vulgate). كما يقول أيضًا: "كثرة الكلام لا تخلو من معصية" (أم 10: 19). ويحمل المرتل شهادة بذلك، قائلًا: "رجل كثير الكلام لا يثبت على الأرض" (مز 140: 11)، بل وتُفقد قيمة العبارة الصادقة عندما تُقال دون تمييز... العبارة الصادقة هي ضد الأشرار، إن كانت تهدف إلى نفع الصالحين... أما الأشرار فلا يقدرون أن يسمعوا الكلمات الصالحة بصبرٍ، متجاهلين إصلاح حياتهم، فيلصقون أنفسهم بكلمات للرد على الغير. * من يتذكر كلمات الطوباوي أيوب يعرف مدى بطلان هذا الاتهام... إذ كيف يدعو نفسه زكيًا (طاهرًا) من قال: إِنْ تَبَرَّرْتُ يَحْكُمُ عَلَيَّ فَمِي" (أي 9: 20). البابا غريغوريوس (الكبير) * يعلم الروح القدس الإنسان أن يحفظ جسده كله - من الرأس إلى القدمين - في تناسق: فيحفظ العينين لتنظرا بنقاوة... ويحفظ اللسان لينطق بالصلاح فقط، معطيًا وزنًا لكل كلمة، فلا يسمح لشيء دنس أو شهواني أن يختلط بحديثه . * اهربوا من أولئك الذين يحملون اسم "رهبان وبتوليين" دون أن يكون لهم الإدراك الحقيقي والتمييز الحسن. لأنكم إن اختلطتم بهم، لن يدعوكم تتقدمون، بل وربما يطفئون حرارة غيرتكم، إذ لا حرارة لهم، بل برودة، وهم يسيرون وراء أهوائهم. فإن أتوا إليكم وتحدثوا معكم في أمورٍ أرضيةٍ حسب أهوائهم الخاصة، لا تستكينوا لهذا، إذ كتب الرسول بولس: "لا تطفئوا الروح، لا تحتقروا النبوات" (1 تس 2.:5)، عالمين أنه لا شيء يطفئ الروح أكثر من الكلام الباطل . القديس أنبا أنطونيوس الكبير الأب بيمين القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك العلامة أوريجينوس |
![]() |
|