رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يعلق البابا غريغوريوس (الكبير) على قول أيوب: "من يقول له: ماذا تفعل؟" قائلًا بأنه لا يستطيع أحد أن يقاوم غضب الله. مع هذا فالكتاب المقدس يقدم لنا عدة أمثلة لوقوف بعض رجال الله أمام غضب الله. لقد قاوم موسى النبي غضب الله حين وقف يشفع في الشعب الساقط، قائلًا: "والآن إن غفرت خطيتهم وإلا فأمحني من كتابك الذي كتبت" (خر 32: 32). أيضًا طلب موسى من هرون أن يأخذ جمرة ويجعل فيها نارًا من على المذبح، ويضع بخورًا، ويذهب مسرعًا إلى الجماعة، ويكفر عنهم "لأن السخط قد خرج من قبل الرب" (عد 16: 46- 48). كما أطفأ فينحاس غضب الله حين زنى الشعب مع نساء غريبات، فأظهر غيرته بأن طعن الإسرائيلي والمديانية في بطنها فامتنع الوبأ عن بني إسرائيل (عد 25: 8). وهكذا وقف داود يشفع في شعبه أمام الرب ليرفع غضبه عنهم (2 صم 24). وطالبنا الحق أن نصلي حتى من أجل أعدائنا ومضطهدينا (مت 5: 33). هكذا يظهر الله عظمة حبه الفائق للإنسان فإنه وإن عجز أي كائن عن الوقوف أمام غضب الله إلا أنه حتى في غضبه يعلن حبه، فيعطي فرصة للإنسان أن يقتحم محبة الله بتواضعه وتوبته ومحبته لله والناس ولخلاص نفسه؛ فيطلب رحمة لنفسه ويشفع عن إخوته. |
|