منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 02 - 2023, 06:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

علمنا كيف نصلي يا يسوع

علمنا كيف نصلي





تُقَدِّم لنا حَياة الرَّب يسوع مِثالاً هامّاً في الصَّلاة، لذلك سَنَتأمَّل فيما يَلي ببَعض الآيات من إنجيل لوقا ونَتَعَلَّم مِنها كيفَ كانَ المَسيح يُصَلِّي ولماذا وأين ومَتى.

يَذكُر لنا إنجيل لوقا بَعض التَّفاصيل الصَّغيرة عن حَياة يسوع، هي تَفاصيل بَسيطة لكن لها دَلالات مُهِمَّة، فَلَم يُكتَب شَيء في الكِتاب المُقدَّس بشَكل اعتِباطي لأنَّ الرُّوح القُدُس استَخدَمَ الكُتَّاب البَشَرِيِّين لكي يَكتُبوا بطَريقة قادِرة أن توصِل لنا حَقائِق روحِيَّة هامَّة نَتَعلَّم مِنها، وقد كانَت حَياة الصَّلاة عند يسوع أحَد هذهِ الأُمور التي جَذَبَت التَّلاميذ لها فَسَألوهُ قائِلين: “..عَلِّمنا أن نُصَلِّي..” (لوقا 1:11)، فأعطاهُم “الصَّلاة الرَّبَّانِيَّة” كَنَموذَج لِكَيفِيَّة تَرتيب الأولَوِيَّات في الصَّلاة التي يَنبَغي على المؤمِن أن يُصَلِّيها، لكن ليسَ فقَط أقوال يسوع هي من تُعَلِّمنا الصَّلاة بَل أيضاً حَياتَهُ، فعند قِراءتنا للأناجيل نَعرِف كيفَ كانَ يُصَلِّي يسوع ولماذا وأين ومَتى.
في ازدحام الخدمة

“… عَلَى أَنَّ خَبَرَ يَسُوعَ زَادَ انْتِشَاراً، حَتَّى تَوَافَدَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِيَسْتَمِعُوا إِلَيْهِ وَيَنَالُوا الشِّفَاءَ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ. أَمَّا هُوَ، فَكَانَ يَنْسَحِبُ إِلَى الأَمَاكِنِ الْخَالِيَةِ حَيْثُ يُصَلِّي” (إنجيل لوقا 15:5-16)

كانَت خِدمَة يسوع مُزدَحِمة دائِماً، وقَد كانَت لِكُل دَقيقة تَمُرّ في الثَلاث سَنَوات من خِدمَتهِ الفِعلِيَّة التي قَضاها على الأرض كانَت لها قيمَتها الثَّمينة التي لا تُعَوَّض، وتُخبِرنا الآية أعلاه أنَّ الجُموع كانَت تَنتَظِر يسوع من أجل الاِستِماع إلى ما سَيَقولهُ والتَّعَلُّم مِنهُ ونَوال البَرَكات، وقَد كانَت هذهِ فُرصة مُناسِبة جِدّاً ليَسوع لكي يَخرُج إلَيهِم ويُكَلِّمهُم فهذهِ هي خِدمَتُه، لكِنَّنا نَتَفاجَأ أنَّهُ كانَ يَنسَحِب عنهُم إلى الأماكِن الخالِية ويُصَلِّي. ما الذي كانَ يَدفَع يسوع لذلك؟ ما دَفَعَهُ لذلك هو عِلمهِ التَّام بأنَّه إن لم يَكُن في خَلوَة مُستَمِرَّة مع الله الآب من أجل الصَّلاة فلَن تَكون خِدمَتهُ فَعَّالة ومُثمِرة على الأرض. لأنَّ الصَّلاة هي الطَّريقة التي نُخاطِب فيها الآب وهي الوَسيلة التي يَستَخدِمها الله لتَتميم مَقاصِده في هذا العالَم، لذلك إن أرَدتَ أن تَكون في خِدمة روحِيَّة مُثمِرة وحَياة إيمان ناجِحة، فعَليكَ أن تَدخُل إلى مَخدَعِك وتُصَلِّي لِأبيكَ الذي في السَّماء. ومَهما كانَت انشغالاتك فهي لن تَكون بِحَجم انشِغالات الرَّب يسوع نَفسهُ الذي هو كَلِمَة الله الذي ظَهَرَ في الجَسَد لثلاث سنين من الزَّمان لكي يُعلِن للنَّاس عن رِسالَة الإنجيل، ولن يَكون وَقتكَ أثمَنَ من وَقتهِ، لذلك عُذرك غَير مَقبول إن قُلتَ أنَّكَ لا تَملِك وَقتاً للصَّلاة.

الأولَوِيَّات في حَياتِنا تَلعَب دَورَها هُنا، فالأمر المُهِمّ بالنِّسبة لنا نُعطيهِ من وَقتِنا دونَ كَلَل، لذلك نحنُ نَقضي وَقتاً طَويلاً في العَمَل لأنَّنا نَعلَم أنَّ عَمَلَنا سَيُؤَمِّن لنا احتِياجاتِنا الزَّمَنِيَّة لذلك لا نَتَوانى عن تَكريس جُزء كَبير من وَقتِنا لَهُ. أمَّا بالنِّسبة لوَقت الطَّعام فالكَثير من النَّاس يَعتَبِرونَهُ وَقتاً مُقَدَّساً لا يجِب أن يَتِم تَأخيره، وكذلكَ النَّوم أيضاً بسَبَب حاجَة الجِسم المُلِحَّة للرَّاحة، والكَثير من الأُمور التي نَعتَبِرها مُهِمَّة. إذاً إن كانَ لدَيكَ وَقت للعَمل ووَقت للأكل ووَقت للنَّوم فأنتَ تَستَطيع أن يَكون لدَيك وَقتاً للصَّلاة، فقَط اُنظُر إلى حَياتِك وإلى سُلَّم أولَوِيَّاتِك، وسَتَجِد أنَّك تُضَيِّع الكَثير من الوَقت دونَ فائِدة تُذكَر، فكَما تَهتَمّ بحَياتِكَ الزَّمَنِيَّة يجِب أن تَهتَمّ بحَياتِكَ الرُّوحِيَّة وتُغَذِّيها بالدُّخول إلى مَحضَر الله والصَّلاة لَهُ بشَكل يَومي.
أمام القرارت المهمة

“وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ، خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ، وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلهِ.” (إنجيل لوقا 12:6)

لماذا ذَكَرَ لنا لوقا البَشير هذا التَّفصيل بأنَّ المسيح قَضى اللَّيلَ كُلَّهُ في الصَّلاة لله؟ هذا بالتَّأكيد ليسَ بِمَحض الصُّدفة بَل إنَّ العِبرة تَكمُن في الآية 13 التي تَليها: “وَلَمَّا طَلَعَ النَّهَارُ، اسْتَدْعَى تَلاَمِيذَهُ، وَاخْتَارَ مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً رُسُلاً”. اختِيار الرُّسُل هو أَمر أساسي في حَياة يسوع فهُم من سَيُرافِقونَهُ طَوالَ فَترَة خِدمَتِه على الأرض بَل هُم أيضاً سَيَحمِلونَ المشعَل من بَعدهِ ويَستَمِرّوُا في الخِدمة حتّى يُصبِحوا نَموذَجاً ومِثالاً لنا في تَتميم المَأمورِيَّة العُظمى.

كَم من المَرَّات وَقَفنا عاجِزين أمام قَرارات مَصيرِيَّة ومُهِمَّة جِدّاً في حَياتِنا، فذهبنا إلى هذا وذاك لكي نَحصُل على مَشورة بَشَرِيَّة نَحُلّ بِها أمورَنا، في حين أنَّهُ كانَ علينا أن نَحذو حَذوَ يسوع ونَأخُذ الوَقت الكافي في الصَّلاة. رُبَّما ليسَ من الخَطَأ أن نَسأل حُكَماء بشَر في الأُمور المَصيرِيَّة التي تُواجِهنا، لكن حَرِيٌّ بِنا أوَّلاً أن نَسأل الله من خِلال الصَّلاة ونَستَشيرهُ في كُل شَيء. فعندما نَقضي وَقتاً في الصَّلاة والتَّأمُّل بكَلِمَة الله، نُعَبِّر بذلك لله عن حاجَتنا الكَبيرة لتَدَخُّلهِ في الأمر الذي نُريده، ونُعلِن لَهُ بهذهِ الطَّريقة عن أهَمِّيَّة المَوضوع بالنِّسبة لنا. فتَدَخُّل الرَّب يَكون عبرَ إرشادنا من خِلال الظُّروف والأحوال من حَولِنا فإمَّا أنَّهُ يُيَسِّر لنا الأمر أو يُعَرقِلهُ بحَسَب مَشيئَتهِ الصَّالِحة لحَياتِنا، وهكذا وبحَسَب إرشاد الله لنا نُدرِك إن كانَ هذا الأمر لخَيرِنا أم لا.
في الأوقات الصعبة

“وَإِذْ كَانَ فِي صِرَاعٍ، أَخَذَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ إِلْحَاحٍ؛ حَتَّى إِنَّ عَرَقَهُ صَارَ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.” (إنجيل لوقا 44:22)

هو البَريء الذي يَنتَظِر حُكمَ الإعدام، وليسَ أيّ إعدام بَل بأبشَع وَسيلة “على خَشَبَة الصَّليب”. الكَلِمة التي تُرجِمَت “صِراع” في الآية، تَصِف لنا حالَة يسوع الصَّعبة، إذ تَعني الكَلِمة في أصلِها اليوناني: الصِّراع النَّفسي الذي يُعانيهِ الإنسان لكي يُهَيِّء نِفسَهُ إلى ما يَنتَظِرهُ. فهذا الصِّراع ليسَ لَهُ نِهاية سَعيدة لأنَّ يسوع كانَ يَعلَم أنَّهُ سَيَنتَهي بالألَم الذي يؤدِّي للمَوت. ولكن على الرَّغمِ من كُل شَيء لم يُثنهِ ذلك عن الصَّلاة بَل أخَذَ يُصَلِّي ليسَ بِإلحاحٍ فقَط لأنَّهُ كانَ يُلِحّ في صَلاتهِ بطَبيعَة الحال بَل بِأشَدِّ إلحاح، بأي بإلحاح غَير مَسبوق يَتَوافَق مع الحالة الاِستِثنائِيَّة التي كانَ يَمُرّ بِها حينها.

مَهما كانَت ظُروفك صَعبة لكِنَّها لن تَكون بصُعوبَة الظَّرف الذي قاساهُ يسوع، لذلك لا تَدَع تِلكَ الظُّروف تُثنيكَ عن الصَّلاة بِلَجاجة وإلحاح، بَل اجعَل الإلحاح في الصَّلاة هو أُسلوبك الطَّبيعي، وفي الظُّروف القاهِرة صَلِّ بِإلحاحٍ أكبَر.

حَياة الرَّب يسوع تُعَلِّمنا الكثير من الدُّورس المُهِمَّة لحَياتِنا، لذلك أُصَلِّي أن يَكون هذا المَقال سَبَب بَرَكة ومَنفَعة لنا في حَياتِنا الرُّوحِيَّة، لكي نَتَمثَّل أكثَر وأكثَر بالرَّب يسوع ونُصبِح رِجال صَلاة ونِساء صَلاة.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع علمنا نصلى قبل اى شئ مهم
علمنا نصلى علمنا نتوب
يسوع علمنا اننا نصلي كل حين
ارحمنا يارب و علمنا نصلي لغيرنا و نبطل نصلي لنفسنا
علمنا ان نصلى


الساعة الآن 11:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024