قداسة البابا شنودة الثالث
الشك في الله:
* كأن يشك الإنسان في وجود الله. والشك في وجود الله يُسمى (الإلحاد).
وهو دخيل على الإنسان، لأن الطفل الطبيعي يُولد مؤمنًا. بدليل أننا عندما نعلّم الطفل الصلاة، لا يسأل من هو الله الذي نصلى إليه؟ ولا كيف نخاطبه ونحن لا نراه. بل يقبل كل ذلك في هدوء وتسليم...
على أن الشك في وجود الله قد يكون حربًا من الشيطان في سن معينة. أو يكون سببه قراءة كتب تحوى أفكار الملحدين أو معاشرة هؤلاء والتأثر بهم. أو يكون السبب هو المناقشة في أمور هي أعلى من مستوى الشخص وتفكيره، أو قراءة بحوث منحرفة في الفلسفة أو في بعض العلوم أو في تاريخ الكون ونشأته. أو قد يثير هذا الفكر أشخاص يريدون الشهرة عن طريق مبدأ (خالف تُعرف)!!
* وربما لا يكون الشك هو في وجود الله، إنما في مدى معونته للبشر!!
قال بهذا أولئك الذي نادوا بأن الله هو في برج عاجي بعيدًا عن البشر لا يهمه ضيقاتهم واحتياجاتهم! فكيف يترك البعض يعيشون في فقر مدقع، بينما هناك أغنياء من أصحاب الملايين والقصور؟! وطبعًا هذا الفارق الاجتماعي والاقتصادي ليس سببه الله، إنما له أسباب أخرى، والرب يساعد الفقراء بطرق كثيرة.
وربما البعض يقع في مثل هذا الشك بصورة أقل، بسبب شعوره أن الله لم يستجب صلاته وهو في حالة ضيقة وتعب! فيشك في مدى معونة الله للبشر، ويشك في جدوى الصلاة..
* على أن الشك في الله، قد يكون مجرد غطاء للاستمرار في الخطية!!
وقع في ذلك الوجوديون الذين يرون وصايا الله عن البر وحياة العفة والنقاوة، إنما تعوق حريتهم في ممارسة خطاياهم! وكأن شعور الواحد منهم هو: "من الخير أن الله لا يوجد، لكي أوجد أنا"!! أي لكي يوجد حرًا في ممارساته بعيدًا عن وصايا الله!!
أما شك الإنسان في عقيدته، فيأتي نتيجة قراءات أو سماعات ضدها..
وعليه أن يأخذ كل ذلك بعقل وتدقيق. ولا يصدق كل ما يقرأ أو يسمع. بل يسأل الحكماء والعارفين، حتى يعطوه جوابًا عن كل ما دخل ذهنه من الشك...