رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فإِذا كانَ عُشبُ الحَقْل، وهُوَ يُوجَدُ اليومَ ويُطرَحُ غداً في التَّنُّور، يُلبِسُه اللهُ هكذا، فما أَحراهُ بِأَن يُلبِسَكم، يا قَليلي الإيمان! فلا تَهْتَمُّوا فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أو ماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟ تشير عبارة "فلا تَهْتَمُّوا" إلى طلب يسوع لتلاميذه أن يُبعدوا عنهم كل ريب وخوف وقلق من جهة احتياجاتهم الجسدية. أمَّا عبارة " فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أو ماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟ " فتشير إلى أكثر الاحتياجات الأولى التي يطلبها اليوم أكثر البشر. وإذا قلقنا على أكلنا وشربنا ولبسنا، يكون اهتمامنا إهانة لأبينا السماوي وإقراراً منا بضعف ثقتنا به. والواقع ما ينقص تلميذ المسيح هو الإيمان والثقة التامة بالله الذي يعرف ما نحتاج إليه، فيُعطينا خبزنا حين نطلب ذلك، بل قبل أن نطلب؛ وهنا يتساءل بولس الرسول "إنَّ الَّذي لم يَضَنَّ بابْنِه نَفسِه، بل أَسلَمَه إلى المَوتِ مِن أَجْلِنا جَميعًا، كَيفَ لا يَهَبُ لَنا معَه كُلَّ شَيء؟" (رومة 8: 32). الرَّبّ الذي وهب الإنسان الجسد ألا يهبه ما يُغديه من الطعام والشراب، وما يكسوه من لباس، كما جاء في تعليم بولس الرسول "اللهِ يَجودُ علَينا بِكُلِّ شَيءٍ لِنَتَمَتَّعَ بِه" (1طيموثاوس 6: 17). ويؤكد ذلك صاحب المزامير " اْمتَلأَتِ الأَرضُ مِن خَيراتِكَ. الجَميعُ يَرْجونَكَ لِتُعطِيَهم طعامَهم في أَوانِه. تُعْطيهم فيَلتَقِطون تَبسُطُ يَدَكَ فخيرًا يَشبَعون" (مزمور 104: 24، 27-28). تدعونا هذه الآية أن نتحرَّر من الحاجة إلى الانشغال بأنفسنا دائما بوضع حياتنا بين يدي الرَّبّ. وكما يعتني الرب بنا كذلك يعلمنا الاعتناء ببعضنا البعض. |
|