أنَّ معموديَّة يوحنَّا لم تكُن غريبة عن المُمارسة اليهوديَّة، لذلك فإنَّها لم تكُن مُستغرَبة من الشَّعب، إلَّا أنَّ الهدَف منها كان غير مسبوق بالنِّسبة لهم، كيف لا والحدَث الذي سوف يلي خدمة يوحنَّا هو حدَث غير مسبوق، وهو تجلِّي لذروة أعمال الله للبشر في تجسُّد اِبن الله. حيث أنَّ المعموديَّة قبل يوحنَّا المعمدان كانت تتمّ فقط للدَّاخلين الجُدد على اليهوديَّة وليس لليهود أنفسهم، ممَّا يُؤكِّد حاجة الجميع للتَّوبة سواء كانوا يهوداً أم أُمَم، وهذا ما كان من الممكن أن يُثير استغرابهم. وقد كان ليوحنَّا المعمدان تأثيراً كبيراً على الشَّعب بحيث أصبحَ نبيّاً عندهم (إنجيل متَّى 26:21). تأثير يوحنَّا جعل المؤرِّخين يذكرونه أمثال “يوسيفوس” المؤرِّخ اليهودي²، وقد مات يوحنَّا محكوماً عليه بالإعدام بأمر من هيرودُس المَلِك.