كثيرًا ما تحدث ثورة المراهقين ضد المجتمع بعاداته وقيمَه ثمرة خبرات خاطئة عاشوها أثناء طفولتهم سواء في البيت أو المدرسة أو الكنيسة،فالطفل الذي لا يختبر دفء الحب الداخلي العميق المتبادل بين والديه لا يستطيع أن يسترح لأسرته بل وأحيانًا لا يسترح للكنيسة ولا للمجتمع كله ولا لله نفسه، إذ ينظر إلى الكل من خلال عائلته الفاقدة للحب والحياة. هذه المشكلة يعاني منها أيضًا من لا يلمس أمومة الكنيسة الحانية التي تتجلى في أبوة الكاهن وحبه الروحي الهادف لبنيان كل نفس عوض تمسكه بالسلطة وحب الرئاسة وإصدار الأوامر. كثيرًا ما يترك المراهقون الإيمان في العالم كله لا لسبب آلا لفقدانهم الحب الحقيقي في حياة الوالدين أو الرعاة.
إن تركنا جانبًا مسئولية الأسرة والكنيسة والمجتمع عن ثورة بعض المراهقين ضد الحياة الاجتماعية والإيمانية السائدة، نود من أبنائنا أن يدركوا عضويتهم في الجماعة، فيأخذون قراراتهم التي تمس حياتهم ونمو شخصياتهم من خلال النظرة الحكيمة القادرة على بنائهم ونموهم في كل جوانب الحياة. وهم بهذا يساهمون أيضًا في نمو الجماعة وتقدمها، عوض الثورة عليها بتصرفات تحطمهم وتهدم الجماعة..