منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 02 - 2023, 01:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

حزقيال النبي | يرفع مرثاة على الشيطان




يرفع مرثاة على الشيطان يعلن عن عطايا الله له والإمكانيات التي وهبت له يوم خلقته، فبقدر ما وهب له الكثير يطالب بالكثير، وبقدر ما تمتع بعلو شاهق صار سقوطه عظيمًا. أما أهم العطايا الإلهية له فهي:
أ. عطية الحكمة: "ها أنت أحكم من دانيال. سِرّ ما لا يخفي عليك" [3]. وهبه الحكمة فكان أحكم من دانيال النبي، هذا الذي كشف له أسرار الملك وأحلامه الشخصية وتفاسيرها ليسنده في غربته. وكأن الله في معاملاته مع الشيطان قبل سقوطه قد كشف له أسرارًا كثيرة حتى قال: "سِرّ ما لا يخفي عليك". تعامل معه كصديق مؤتمن وموضع ثقة فلم يخفِ عنه سرًا ما بقوله له: "أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال" [12]. جعله أكمل خليقته السماوية وأجملها ليس منظرًا بل في الحكمة، لكنه إذ سقط في الكبرياء سقط من هذا العلو إلى الهاوية!
والإنسان أيضًا أكمل خليقة الله على الأرض، زيَّنه الله لا بجمال الجسد بل بما هو أعظم: جمال الحكمة، إذ خلقه "على صورته ومثاله" وأراد منه أن يكون سيدًا يسيطر على الخليقة الأرضية بروح الحكمة الإلهية، كما نزل الكبرياء بالملاك إلى شيطان، هكذا أحدر الكبرياء الإنسان إلى الطبيعة الفاسدة الشهوانية، جعله في أمور كثيرة يتصرف كأدنى من الحيوانات، حتى المفترسة.
ب. إقامته في جنة الله: "كنت في عدن جنة الله" [13]. كلمة عدن تعني "بهجة"، وكأنه أقامه في الفرح الإلهي ينعم بالحضرة الإلهية، بل يشترك مع بقية الكاروبيم في حمل العرش الإلهي وصار إلى عذاب داخلي لا ينتهي.
والإنسان أيضًا أقامه الله في جنة عدن ليعمل ويفرح، وبكبريائه فقد فردوسه الحقيقي، وحرم نفسه من الله مصدر الفرح. لهذا كان لزامًا لإصلاح طبيعتنا أن نُغرس من جديد في الله لنصير كمن في الفردوس الأبدي..
لهذا يحدث القديس كيرلس الأورشليمي المتقدمين للمعمودية هكذا: [حالًا سيفتح الفردوس لكل واحد منكم ]، إذ يدخلون إلى الاتحاد مع الله في المسيح يسوع الفردوس الحقيقي.
ج. عطية العمل: يقول السيد المسيح: "أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو 5: 17). إنها سمة الله الذي يعمل بلا انقطاع، وهبها الخليقة العاقلة لكي تعمل دومًا، لكن الشيطان عمل لا لمجد خالقه بل لحساب مجده الذاتي فصار عمله لا لبنيانه بل لهدمه. "وبحكمتك وبفهمك حصَّلت لنفسك ثروة وحصَّلت الذهب والفضة في خزائنك. بكثرة حكمتك في تجارتك كثَّرت ثروتك" [4-5]، بهذا يفرح الله إذ يشتهي أن يرى خزائن خليقته دائمًا تمتلئ من كل ثروة ثمينة وغنى، لكن ما أحزنه: "فارتفع قلبك بسبب غناك" [5] الغنى بركة ونعمة، لكن ارتفاع القلب يفسد قلب الغني فيظن في نفسه إلهًا: "من أجل أنك جعلت قلبك كقلب الآلهة، لذلك هأنذا أجلب عليك غرباء عتاة الأمم، فيجردون سيوفهم على بهجة حكمتك ويدنسون جمالك، ينزلونك إلى الحفرة فتموت موت القتلى في قلب البحار" [6-8]. ما يحل به ليس بسبب حكمته ولا جماله ولا غناه لكنه بسبب كبرياء قلبه، ظن أنه إله فحُرم من حكمته وجماله وغناه ومن الحياة ذاتها.
لقد تحدث الآباء كثيرًا عن العمل وأهميته، والغنى وبركاته... معلنين أن الكبرياء هو الذي يفسد العمل والغنى. وقد كتب القديس إكليمنضس الإسكندري كتابًا في هذا الموضوع عنوانه: "من هو الغني الذي يخلص؟" جاء فيه: "لا نُلقي بالغني أرضًا، هذا الذي يفيد إخوتنا... لا يبدد الإنسان غناه، بل بالأحرى يليق به أن يُحطم شهواته الداخلية التي تتعارض مع الاستخدام الصالح للغنى. فإذ يصير الإنسان فاضلًا وصالحًا يمكنه أن يستخدم هذا الغنى بطريقة صالحة. إذن لنفهم ترك مملكاتنا وبيعها (مر 10: 13-17) أنه ترك وبيع لشهوات نفوسنا".
د. أعطى كل حجر كريم [13]: جاءت في الترجمة السبعينية نفس الحجارة الاثنتى عشرة التي كانت توضع على صدر ورئيس الكهنة، والتي زين بها سور أورشليم السماوية (رؤ 21: 19-20). وهي تشير إلى الفضائل الإلهية والمواهب التي يزين بها الله النفس لكي تدخل بها إلى مقدساته بهية ومتلألئة. لهذا يُعزي الرب كنيسته المجاهدة، قائلًا لها: "أيتها الذليلة المضطربة غير المتعزية. هأنذا أبني بالإثمد حجارتك، وبالياقوت الأزرق أؤسسك، وأجعل شرفك ياقوتًا، وأبوابك حجارة بهرمانية، وكل تخومك حجارة كريمة... هذا هو ميراث عبيد الرب وبرّهم من عندي يقول الرب (إش 54: 11-17). الله يزين خليقته العاقلة بالمواهب والفضائل... لكنها متى سقطت في الكبرياء صارت علة دينونة عليها!
ه. الطبيعة النارية: "أنت الكروب المنبسط المظلِّل وأقمتك، على جبل الله المقدس كُنتَ" [14]. لقد أقامه بطبيعة نارية، كاروبًا متقدًا، وأسكنه في المقدسات، فصار بلا عذر. لقد وهبنا الله إمكانيات الطبيعة الجديدة وغرسنا فيه "الجبل المقدس" فصرنا بلا عذر أمامه.
و. بين حجارة النار تمشيت [16]، إذ كان ككاروب يتمشى بين الكاروبيم والسيرافيم المتقدون نارًا. فكان يلزمه أن يبقى مثلهم كنار مقدسة ولا يسقط من بينهم.
فالكاروبيم يدينون الشيطان، لأنه كان معهم وسقط! والرسل أيضًا سيدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر، لأنهم كانوا يهودا وقبلوا الإيمان أما اليهود فرفضوا الإيمان بالمسيح سر تقديس البشرية وخلاصها!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حزقيال النبي | مرثاة على فرعون مع الأمم
حزقيال النبي | مرثاة على جمهور فرعون
حزقيال النبي | مرثاة على فرعون مصر
حزقيال النبي | مرثاة على صور
حزقيال النبي لا يقول "مرثاة على رؤساء يهوذا"


الساعة الآن 02:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024