رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حاولتِ الشعوب قديمًا أن تفهم ماهيّة الله، وتُدركها بالكامل، لكن الطبيعة البشريّة محدودة ولا يمكنها إدراك الخالق العظيم اللامحدود. فظلّ الله محُتجبًا، يبدو بعيدًا عن الإنسان إلى أن أعلنَ اللهُ عن ذاتهِ الإعلانَ الكامل؛ ذُروةُ الإعلانِ الإلهيّ من خلال تجسُّدهِ في المسيح. فالمسيحُ هو كلمةُ اللهِ الأزلي، من خلالهِ تجسّدَ اللهُ واتحدَ ببشريّتنا، وصارَ واحدًا منّا وهو بكاملِ ألوهيّتهِ ومجده. وهذا ما عبّرَ عنه البشيرُ يوحنّا في إنجيله «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ. وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهُ.» (يوحنّا 1: 1) . لم يكُن التجسُّد أمرًا هينًا على عقول البشر، بل كان محلَّ تعجُّبٍ وإثارةٍ للدّهشة، وفي نفس الوقتِ حقيقةٌ ملموسةٌ أقرَّ بها كلُّ من اختبرَ الحضورَ الإلهيَّ في المسيح. وهذا ما عبّرَ عنه الرّسول بولس: «وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ» (1 تيموثاوس 3: 16). في المسيحِ رأينا اللهَ وعرفناه. |
|