رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قُلْتُ: «أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي» (مزمور٣٩). المرنم هنا يصف المشهد بطريقة تصويرية بديعة لأن المزامير كُتِبَت بلغة الشعر، فيصف الشرير (وهو الشيطان) وكأنه شخص يحمل فيروس كورونا ويقف مقابله ويعطس فينتقل الرزاز الملوث إليه. وهنا يطلب من الرب أن يحفظ فمه بكمامة روحية. فالكمامة تمنع دخول الفيروسات من الوسط المحيط بنا ونحن نعلم أنه منذ دخول الخطية إلى العالم أمسى العالم ملوثـًا، وهذا ما عبَّر عنه الكتاب أيـضـًا مُحذرًا عندما قال في سفر العدد «وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ سِدَادٌ بِعِصَابَةٍ فَإِنَّهُ نَجِسٌ» (عدد١٩: ١٥). والإناء إشارة للإنسان كما قال الرب عن شاول الطرسوسي هذا لي إناء مختار (أعمال٩: ١٥). فالإناء المفتوح صورة للإنسان الذي يتعامل مع العالم دون وضع حدود للتعاملات ولا يلبس الكمامة فتدخل الفيروسات إلى جهازه التنفسي ويصاب بالعدوى مثل شمشون وداود ولوط وديماس... إلخ. يقول الكتاب في سفر نشيد الأنشاد: «أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ، عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ، يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ» (نشيد٤: ١٢) وهنا نرى الإنفصال الكامل عن كل أجواء الشر المحيطة بنا. والكمامة هي القناع الواقي الذي يلبسه الجندي في المعركة لكي تقيه من الغازات السامة ومن البيئة المحيطة الملوثة وهي مثل الحرشف الذي يحمي الأسماك (لاويين١١: ٩)، لكي يحفظها من تلوث المياه. فالعالم من حولنا تقذف مياهه حمأة وطينـًا وكما وصفه الكتاب في رسالة يوحنا الرسول الأولى «نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ» (١يوحنا٥: ١٩). |
|