يتحدث العلامة أوريجانوسعن هذه الحجارة الحيّة، قائلًا:
[ماذا تعني الحجارة الصحيحة في رأيك؟ إنها الضمير الذي يليق أن يكون في كل أحد صحيحًا، ليس فيه نجاسة أو دنس جسدي أو روحي، فيحسب من الذين لم يرفع أحد عليهم الحديد، أي الذين لم يتقبلوا "سهام الشرير الملتهبة"، بل أطفأوها وحدّدوها بترس الإيمان. هؤلاء الذين لم يقبلوا قط حديد الحرب ولا حديد القتال والمنازعات وإنما يعيشون في سلام وهدوء كما يليق باتضاع المسيح. هذه هي الحجارة الحية التي يبني بها المسيح مخلصنا هيكله، حجارة صحيحة لم يرفع عليها أحد حديد، بهذا يريد أن يُقدم محرقات للرب وذبيحة سلامة. وإنني أعتقد أن الحجارة الصحيحة التي بلا دنس يمكن أن يكونوا الرسل القديسين الذي يشكلون معًا وبأجمعهم هيكلًا واحدًا، خلال وحدة قلوبهم ونفوسهم. يقول الكتاب: "كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة" (أع 1: 14). كانوا يفتحون أفواههم قائلين: "أيها الرب العارف قلوب الجميع" (أع 1: 24). إنهم كانوا قادرين أن يصلوا معًا في كامل الاتفاق بصوت واحد وروح واحد، لذلك يمكن أن يبنوا هيكلًا واحدًا بكل سهولة، فيه يمكن أن يُقدم يسوع ذبيحة للآب! أما من جانبنا نحن فعلينا أن نسعى لكي يكون لنا القول الواحد، والنفس الواحدة والفكر الواحد (1 كو 1: 10)، "لا شيء بتحزب أو بعجب" (في 2: 3) ].