رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يشبع بالخير عمرك اشتهى معلمنا بولس الرسول أن يشهد للرب يسوع المسيح في مدينة روما قلب الإمبراطورية الرومانية الوثنية، فظهر له الله ليبشره باستجابة شهوة قلبه، قائلًا له: "... ثِقْ يَا بُولُسُ! لأَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ، هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا" (أع 23: 11). انتظر الرسول تحقيق هذه الشهوة المقدسة إلى أن قَبِلَ فستوس الوالي محاكمته في روما، فسافر كأسيرٍ إلى روما على متن سفينة في البحر تقل مائتين وستة وسبعين نفسًا. ولكن السفينة تعرضت لعاصفة زَوبَعِيَّةٍ شديدة يقال لها "أوروكليدون"، فخطفت العاصفة السفينة وأتاهتها في البحر أيام كثيرة، وهكذا فقد ركاب السفينة الأمل في النجاة، كقوله: "وَإِذْ لَمْ تَكُنِ الشَّمْسُ وَلاَ النُّجُومُ تَظْهَرُ أَيَّامًا كَثِيرَةً، وَاشْتَدَّ عَلَيْنَا نَوْءٌ لَيْسَ بِقَلِيل، انْتُزِعَ أَخِيرًا كُلُّ رَجَاءٍ فِي نَجَاتِنَا" (أع27: 20). لكن ملاك الله ظهر لبولس، وكلمه قائلًا: "... لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ. يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ" (أع27: 24). لقد أطال الله عمر بولس لأجل تحقيق شهوة قلبه المقدسة، وهي الشهادة أمام القيصر (الإمبراطور). لم يحفظ الله حياة بولس الرسول فقط، لكنه أيضًا وَهَب النفوس التي معه على السفينة حياة بسببه. وبالطبع حاشا لله أن يحتاج لإنسان يشهد له مثل بولس، لكنه تمم شهوة قلب رسوله بولس، وأعطاه فرصة الشهادة أمام القيصر من أجل محبته له. لقد شهد داود النبي لله الذي يستجيب الشهوات المقدسة للبشر، قائلًا: "شَهْوَةَ قَلْبِهِ أَعْطَيْتَهُ، وَمُلْتَمَسَ شَفَتَيْهِ لَمْ تَمْنَعْهُ. سِلاَهْ. لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُهُ بِبَرَكَاتِ خَيْرٍ.... حَيَاةً سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ. طُولَ الأَيَّامِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ... لأَنَّكَ جَعَلْتَهُ بَرَكَاتٍ إِلَى الأَبَدِ. تُفَرِّحُهُ ابْتِهَاجًا أَمَامَكَ" (مز21: 2- 6). القارئ العزيز... إن الله يطيل عمر أحبائه حتى يُتّمم شهوات قلوبهم الصالحة، لأن هذه هي مشيئته أن يُري الإنسان أيامًا صالحة، فكل من يشتاق أن يكرم الله، ويمجد اسمه، ويحفظ وصيته، ويشتاق أن يخدم أمه الكنيسة يكرمه الله، كوعده الصادق: "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ" (خر20: 12). ليكن لك يا أخي شهوات مقدسة، لأن الله يشبع بالخير عمر أحبائه، فتفرح وتسعد. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ربنا يفرح قلبك و يشبع بالخير عمرك |
الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك |
الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك |
يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك |
الرب الذي يشبع بالخير عمرك |