سلم الملك خاتمه لهامان، وقال له: "الفضة أُعطيت لك والشعب أيضًا لتفعل به ما يحسن في عينيك" [11]. هكذا كان الملك يثق في هامان ويحبه حتى سلمه الخاتم يكتب ما يشاء، حتى الفضة التي عرض هامان أن يقدمها للملك كتعويض تنازل عنها له، وأما الشعب كله فبين يديه يفعل به كيفما شاء... وبالفعل "أرسلت الكتابات بيد السعاة إلى كل بلدان الملك لإهلاك وقتل وابادة جميع اليهود من الغلام إلى الشيخ والأطفال والنساء في يوم واحد في الثالث عشر من الشهر الثاني عشر أي آذار وأن يسلبوا غنيمتهم" [13]. إنها صورة خفيفة للحكم الذي صدر علينا بسبب حسد هامان (إبليس) فصار الجميع بلا استثناء تحت حكم الموت، حتى أن كل من ينظر إلى نفسه يضع مناحة عظيمة ويبكي نهارًا وليلًا (4: 3). وكما يقول الرسول: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس" (رو 5: 12).