لم يُسلِّم الرَّبُّ يسوع العذراء أمه ليوحنا، لكي تجد الرعاية المناسبة في بيته، فما أيسر أن يعول الرب أمه بعد صعوده للسماء دون أن يوصي بشر عليها، لأنه هو الذي يعول خليقته كلها، لكنه سلمها أمًا للبشرية كلها في شخص يوحنا، ودليل ذلك أن الرّبَّ يسوع المسيح لم يكتفِ بقوله ليوحنا: "هذه أمك" أي أمك التي يجب أن تهتم بها، لكن المدقق يلاحظ أن الرب وجه كلماته لأمه العذراء أولًا، لكي تهتم بيوحنا كابنٍ لها، حسب قول الكتاب: "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ" (يو 19: 26). ثم بعد ذلك أوصى يوحنا أن يتخذها أما له، لتهتم به.