رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المُخلِّص الغفُور مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ ... إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ ( لوقا 7: 48 - 50) هذه المرأة لم تخلُص بدموعها وعطيتها، فلقد أوضح الرب يسوع أن إيمانها هو الذي خلَّصها، لأنه لا توجد أية أعمال صالحة، مهما كانت نوعيتها وكميتها، تستطيع أن تُعطي الخلاص «ليس من أعمال كيلا يفتخر أحدٌ» ( أف 2: 9 ). وهذه المرأة لم تخلص بالمحبة، سواء محبة الله لها أو محبتها هي لله. فالله أحب العالم كله ( يو 3: 16 )، ولكن ليس معنى هذا أن العالم كله سيخلُص «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون، بالإيمان» ( أف 2: 8 ). فالنعمة هي التي ستدفع الثمن، وكان هذا الثمن هو موت ابن الله على الصليب. ولكن الرب يسوع لم يرفض دموع المرأة أو عطيتها مِن الطيب، لأن أعمالها كانت دليلاً على إيمانها، لأن «الإيمان بدون أعمال ميت». فنحن لم نخلص بالإيمان والأعمال، ولكن بالإيمان الذي يؤدي إلى الأعمال؛ «الإيمان العامل بالمحبة» ( غل 5: 6 ). ولكن كيف عرفت المرأة أن خطاياها قد غُفرت؟ لقد قال لها الرب يسوع هذا: «مغفورة لكِ خطاياكِ». وكيف نعلم نحن اليوم أن خطايانا قد غُفرت؟ الله يُخبرنا بذلك في كلمته «فليكن معلومًا عندكم أيها الرجال الإخوة، أنهُ بهذا (شخص الرب يسوع) يُنادى لكم بغفران الخطايا» ( أع 13: 38 ). وكل مَن يُلقي رجاءه بالتمام على النعمة، لا يواجه أية مشاكل في قبول غفرانه المجاني الكامل. وبالطبع فالناموسيون المنتقدون في هذه الوليمة أصابتهم الدهشة عندما قال الرب للمرأة: «مغفورة لكِ خطاياكِ»، فبقوله هذا كان يُعلن أنه الله، لأنه «مَن يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده؟» ( لو 5: 21 ). إنه الله بالفعل، ولقد قَبِلَ أن يأتي إنسانًا في كل ما هو الإنسان، لكي يموت لأجل الخطايا التي ارتكبتها هذه المرأة – والتي ارتكبناها نحن أيضًا – وكلمة غفرانه ليست كلمة رخيصة، لأنها كلَّفته ثمنًا غاليًا على الصليب. تُرى كيف خلصت هذه المرأة؟ لقد تابت عن خطاياها، ووضعت إيمانها في المسيح. وكيف أدركت أنها حقًا خلصت؟ لقد أعطاها الرب كلمة الضمان والتأكيد. وتُرى ما هو برهان خلاصها؟ إنه محبتها للرب التي عبَّرت عنها بالتقدمة المُضحية التي قدمتها له. ولأول مرة في حياتها تنال هذه المرأة سلامًا مع الله؛ قال لها الرب يسوع: «اذهبي بسلام». لقد انتقلت مِن دائرة العداوة لله، وهي الآن تتمتع بسلام مع الله ( رو 5: 1 ). ويا ليتنا جميعًا نكون هكذا! لقد تبررنا من كل آثامنا السابقة، وصار لنا السلام مع الله. وفي الحاضر نُقيم في دائرة الرضا الإلهي. وبالنسبة للمستقبل نفرح برجاء مجد الله. ولكن ماذا عن المصاعب والضيقات التي تعترض طريقنا إلى المجد؟ في هذه أيضًا نفتخر، وهذا قول عجيب، لأن الكلمة المُترجمة «مجد» في الآية2 هي نفس الكلمة المُترجمة «نفتخر» في الآية السابقة. وهنا نجد بولس ما زال يضع أمامنا التأثير المبارك والطبيعي لرسالة الإنجيل في قلوب مَنْ يقبلونها. والضيقات في حد ذاتها ليست سارة، بل تجلب الحزن، ولكنها تساعد في إنتاج وتفعيل سلسلة من الأشياء السامية المباركة: الصبر، والتزكية، والرجاء، ومحبة الله التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس. فالضيقات تتحول بالنسبة للمؤمن إلى مجموعة من التدريبات الروحية تشجع نمو حياته الروحية. وبدلاً من أن تكون لضررنا، تنقلب إلى مصدر للفائدة لنا. فأي انتصار هذا لنعمة الله! . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المُخلِّص يخلص |
الإتيان الشخصي إلى المسيح المُخلِّص |
فعندما يرجع المُخلِّص |
لقد نظر المُخلِّص إلى ما بعد العار والموت |
الخدمة تخص المُخلِّص |