رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحذر واليقظة جاءت الملائكة لتخدم الرب يسوع، بعد انتصاره على إبليس في التجربة على الجبل، كقوله: "ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ" (مت 4: 11). ولكن القديس لوقا يستدرج سريعًا، قائلًا: "وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ" (لو 4: 13). إنه من الضروري أن ندرك أن النصرة النهائية على إبليس لن تتم، إلا بانتهاء معركتنا معه في نهاية حياتنا الأرضية. لقد أراد معلمنا بولس الرسول تأكيد حقيقة انتصار أولاد الله في معاركهم ضد إبليس، وذلك بوصفه مسيرتنا مع الرب يسوع بموكب المنتصرين، الذين لا يكفوا عن تحقيق النصر في جهادهم، قائلًا: "وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ" (2كو 2: 14). هذا ويوفر الله لنا على الدوام التعزيات، ويمتعنا (في حربنا مع إبليس) بالفوز كثيرًا، لكن يجب علينا الحذر من التراخي، الذي يجعل النفس فريسة سهلة لعدو الخير. لقد حُمِلنّا هذا العام ببركات كثيرة بعد جهاد وصلوات أسابيع الصوم الكبير، وأسبوع آلام ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح المملوء بالبركات والتعزيات، وقد شاء الله أن يتضاعف هذا الجهاد الروحي هذا العام، بسبب ضيقة وباء كورونا التي أصابت العالم كله، ولكن الكتاب يعلمنا ضرورة الحذر والاستعداد الروحي إلى المنتهى، كقوله: "... تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَة" (في 2: 12). فلذلك، عندما ينعم عليك الله بنعمة الحفظ من الشر وببعض التوفيق في حياتك الروحية، لا تنسى يا أخي أن الحرب لم تنهي بعد، لأن إبليس قد يفارق الأحياء إلى حين، ثم يعاود هجومه عليهم مرة أخرى. كن حذرًا... إياك أن ترخي سلاح الصلاة أو الدراسة والغوص في أعماق كلمة الله، التي قيل عنها: "وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (2 تي 3: 15). عش حياتك اليومية، وتمتع بما أنعم به عليك الله من خيرات شاكرًا فرحًا بنعمته، ولكن دون انغماس في الشهوات التي تحارب النفس، وتُضعِفَّها، ضع حدًا لشهوات جسدك، لا تتركه يقودك، إلى حيث لا تعلم. إن الله يشاء ألاَّ تعوقك شهوة أو خطية عن المضي معه، فكن دائمًا متأهبًا للانطلاق معه، كقوله: "لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً... حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ" (لو 12: 35، 36) |
|