رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحَقَّ أَقولُ لَكم: لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِن يُوحنَّا المَعمَدان، ولكنَّ الأَصغَرَ في مَلَكوتِ السَّمَواتِ أَكبرُ مِنه. " الأَصغَرَ في مَلَكوتِ السَّمَواتِ أَكبرُ مِنه" فتشير إلى افتتاح عصرٍ جديدٍ، العهد الجديد، ومن هنا يُمكن تفسير هذه العبارة بطرق عديدة: إن أضعف مؤمنٍ الذي له نور معرفة مجد الله في وجه يسوع، هو في مركز أكثر امتيازا مما كان يُوحنَّا المَعمَدان، أو أنَّ المولود من الله بالمعمودية، ويحيا حياة التوبة، هو أعظم من المَعمَدان. فيُوحنَّا كان له كل برّ الناموس، ولكن أولاد الله بالمعمودية خصوصاً المتواضعين الذين تبررَّوا بدم المسيح هم أعظم من أي شخص؛ يُوحنَّا المَعمَدان "بشّر بقرب الملكوت"، بمعمودية ماء فقط للتّوبة، في حين أنّ أقلّ المسيحيين شأناً وعمراً وقدراً يُولد ولادة ثانية من عل " إذا وُلِدَ مِنَ الماءِ والرُّوح " (يُوحنَّا 3: 5) فيدخل الملكوت؛ في المعمودية يسكن الله قلوبنا، وقد جعلنا بالتبنّي أبناءه ، وفي مسحة الزيت المقدّس يمسحنا ملوكاً وأنبياء وكهنة، وفي القربان الأقدس يُقدّس جسد المسيح أجسادنا، ويسمو بنفوسنا ويُقيم فينا وبيننا (عن يُوحنَّا 1 : 14) . ويُمكن تفسير الآية أيضا أنَّ يُوحنَّا قد يكون أعظم الكل في هذه الحياة، لأنه استحق أن يُعمِّد المسيح وشهد للحق حتى الموت. ويُعلق القديس ايرونيموس " من كان الأصغر في ملكوت السماوات، أي ملاكًا، فهو أعظم ممن هو أعظم من كل البشر على الأرض". ولكن " الأَصغَرَ في مَلَكوتِ السَّمَواتِ أَكبرُ مِنه" ويوضِّح القديس كيرلس الكبير هذا الأمر بقوله "إن يُوحنَّا مثله مثل الآخرين الذين سبقوه، تنسب ولادته إلى امرأة، أمّا أولئك الذين قبلوا الإيمان بالمسيح فليسوا أبناء نساء، بل أبناء الله، كما جاء في تعليم يُوحنَّا الإنجيلي " أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله" (يُوحنَّا 1: 12). ليس هناك مقارنة بمجد الحياة الآتي. ولكن بعد أن فتح السيد المسيح الفردوس للبشر، ودخل أباء وأبرار العهد القديم ودخل معهم أبرار العهد الجديد كان هناك كلامًا آخر، فالكنيسة المقدسة تضع ترتيب السماويين هكذا مريم العذراء أولًا ثم الملائكة ثم يُوحنَّا المَعمَدان ثم الشهداء ثم القديسين والأبرار. أي أن يُوحنَّا المَعمَدان تضعه الكنيسة على رأس كل المؤمنين في السماء من البشر ما عدا القديسة العذراء مريم التي حملت يسوع المسيح في بطنها. |
|