لا يزال الشعور بالعظمة حتى يومنا هذا يقبع في قلوب الكثيرين، ولا يعتبرون أن العظمة الحقيقية تكمن في خدمة الآخرين فعليًا، ولكن في التعظم الشخصي الذي يُصاحب المناصب الرفيعة والمراكز العليا، وبالتالي يولِّد الإحساس بالقوة، والقدرة على التحكم في حياة الآخرين. ومن خلال بعض التحولات العجيبة في المنطق، فإن لقب “مُحْسِن” أو “فاعل خير”، لا يُوصف به الأشخاص الذين يعملون ويخدمون الناس بالفعل، ولكن يُوصف به أولئك الذين يجلسون عاليًا ويخدمهم الآخرون. ومن ثم قال ربنا يسوع لتلاميذه: «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هكَذَا». وقد يكون مُقدَّرًا للبعض أن يشغلوا مراكز رفيعة في الكنيسة، ولكن لا يمكن لأحد أن يكون أعظم من المسيح نفسه. ويجب ألا يتخيَّل أحد في ذهنه أن المركز في الكنيسة كالمركز في الإمبراطوريات العظمى الوثنية. لقد قال المسيح: «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هكَذَا، بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ، وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ» (لوقاظ¢ظ¢: ظ¢ظ¦).