رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
علامة الختان: "هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختتن منك كل ذكر، فتختتنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم، ابن ثمانية أيام يُختن منكم كل ذكر في أجيالكم... فيكون عهدي في لحمكم عهدًا أبديًا، وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك الأنفس من شعبها. انه قد نكث عهدي" [9-14]. كان للختان أهمية كبرى فهو الذي يميز أولاد إبراهيم أصحاب العهد من الأمم، وتبدو أهميته في كلمات الرب عن الأغلف الذي لا يختن: "تقطع تلك النفس من شعبها؛ أنه قد نكث عهدي". وكان الختان قاصرًا على الذكور، لأن المرأة مقدسة في الرجل إن كان قد تقدس للرب. فعدم ختان المرأة لا يعني استخفاف الله بها أو عدم اهتمامه بقطع العهد معها، إنما أراد تأكيد وحدة الأسرة البشرية، مما يفعله الذكر إنما باسم الاثنين معًا (الذكر والأنثى). والدليل على ذلك أن الله أمر بختان العبيد "وليد البيت والمبتاع بفضة" [13]، ولا يمكن أن يكون العبيد أفضل من الزوجات سادتهن، إنما يريد قطع العهد مع الجميع: أغنياء وفقراء... خلال ختان كل ذكر. ومن الجانب الطبي فإن ختان الرجل صحّي وختان الفتيات ضار. وتظهر أهمية الختان أيضًا في العهد القديم أنه في كل مرة يقدم الشعب توبة يُعلن هذا الرجوع إلى الله خلال ثلاثة أمور: ختان كل ذكر لم يسبق ختانه، قراءة الشريعة، حفظ السبت. وكان موضوع الختان يشغل ذهن اليهود بصفة قوية، حتى كانوا يُدعون "أهل الختان"، وعندما قبلوا الإيمان بالسيد المسيح رأى بعضهم ضرورة اختتان الأمم قبل دخولهم في العضوية الكنسية، الأمر الذي لأجله أفرد الرسول بولس الكثير من الأصحاحات في رسائله مؤكدًا أنه في المسيح يسوع لا حاجة لختان الجسد بل ختان الروح، وأن الختان يتحقق خلال المعمودية بخلع الإنسان القديم والتمتع بالإنسان الجديد الذي على صورة خالقه (كو 3: 9، 10). يتم الختان في اليوم الثامن من ميلاد الطفل، لأن رقم 8 يشير إلى "الحياة الأبدية"، أو إلى "الحياة الأخرى"، بكون رقم 7 يشير إلى حياتنا الزمنية (سبعة أيام الأسبوع)، فالثامن يعني الدخول إلى ما وراء حياتنا الزمنية. فالختان هو عبور الحياة الأبدية بخلع محبة الزمنيات وقبول عمل المسيح الأبدي وملكوته السماوي. إن كان الشعب قد اهتم بختان الجسد، لكن الرب كان يحثهم على ختان القلب الروحي وختان الأذن... (تث 30: 6؛ 10: 16؛ أر 4: 4)، وفيما يلي بعض كلمات الآباء عن الختان الروحي الذي يمس كل حياتنا. * ينال شعب الله علامة الختان في قلبهم من داخل، لأن السيف السماوي يقطع فضلة العقل يعني غلف الخطية النجسة القديس مقاريوس الكبير العلامة ترتليان * عندما نمتنع عن كلام النميمة ونمسك لساننا ونقمعه، يكون لنا الفم المختون. * عندما نشتعل بشهوات شهوانية، أقول باختصار، عندما نزني في قلوبنا (مت 5: 28) نكون غير مختوني القلب. عندما نرحب في داخلنا بأفكار الهراطقة، وعندما نهيج أفكار التجديف في قلبنا ضد معرفة المسيح، نكون غير مختوني القلب. أما عندما نحتفظ بنقاوة الإيمان في استقامة الضمير فنكون مختوني القلب، ونستحق سماع الصوت: "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). * يمكننا القول بأن أيدينا وأرجلنا ونظراتنا وحواسنا ولمساتنا تحتاج أيضًا إلى ختان. لكي يكون رجل الله كاملًا تمامًا يلزم اختتان كل أعضائه، فتمتنع اليدان عن السرقة والقتل وتمتدان لعمل الرب. يليق بالرجلين أن يُختنا فلا تسرعان إلى سفك الدم (مز 14: 3)، ولا إلى حيث مشورة الأشرار (مز 1: 1)، ولا يهدفان إلاّ إلى بلوغ ربنا والوصول إليه. يجب ختن العينين فلا تحسدان الأقرباء على الخير ولا تنظران إلى امرأة لتشتهياها (مت 5: 28)... وهكذا حتى إن كنا نأكل أو نشرب أو نفعل شيئًا لمجد الله (1 كو 10: 13). أنظر كيف يطلب الرسول الختان حتى في المذاق...؟ في الحقيقة عندما تخدم أعضاؤنا الظلم تكون غير مختتنة، ولا تكون في عهد مع الله، أما إن كانت تخدم البر (رو 6: 19) لتبلغ القداسة فيتحقق فيها الوعد المُعْطَى لإبراهيم. العلامة أوريجانوس يرى العلامة أوريجانوس أننا إذ اعترفنا بالمسيح يسوع بشفاهنا ولم نظهر عهده في لحمنا خلال حياتنا العملية نكون كاليهود الذين يفتخرون بختان الجسد وينكرونه بأعمالهم. ويعلق أيضًا على العبارة الإلهية: "فيكون عهدي في لحمكم عهدًا أبديًا" بقوله: [إن استطعنا أن ننجح في إيجاد توازن بين الأعضاء وإقامة وحدة بينها، فتكون حركتنا كلها متفقة مع ناموس الرب، بهذا يكون عهد الرب في لحمنا... أبحث كيف يكون عهد ربنا عاملًا في الجسد ومتحققًا فيه؟ إن أمتنا أعضاءنا التي على الأرض (2 كو 3: 5) نحقق عهد الرب في جسدنا. إن كنت حاملًا في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع (2 كو 4: 10) يكون عهد المسيح في جسدي. إن كنا نصبر معه فسنملك أيضًا معه، بهذا أظهر عهده في لحمي]. |
|