اعترف الرُّؤَساء بألسنتهم "خَلَّصَ غَيرَه"، وصار اعترافهم هذا شهادة ضدهم. ونرى هنا شدَّة عمى الشَّعْب ورؤساءهم إذ تذكروا أعمال الرحمة التي سبق الرب وأجراها للفقراء والمرضى والجياع وللمُتضايقين فإنهُ خَلَّصَهم من شدائدهم المُتنوعة فقالوا:" فَلْيُخَلَّصَ نَفْسَه، إِن كانَ مَسيحَ اللهِ المُختار!"(لوقا 23: 35). وكان يعتقدون أن المسيح مَتَى جاء يمكث إلى الأبد فلما نظروا يسوع الناصري مُسمرًا على خشبة الصليب جزموا تمامًا أنهُ مُضلٌ كما حكموا عليهِ لدى مجمعهم، ولم يفهموا فحوى النبوات القديمة عن المسيح أي الآلام والأمجاد التي بعدها، كما جاء في رسالة بطرس الرسول" بَحَثوا عنِ الوَقتِ والأَحوالِ الَّتي أَشارَ إِلَيها رُوحُ المسيحِ الَّذي في الأنبياء، حينَ شَهِدَ مِن ذي قَبْلُ بِما عُدَّ لِلمَسيحِ مِن الآلام وما يَتبَعُها مِنَ المَجْد "(1بطرس 11:1) لم يفهم الشَّعْب أنه لا حياة إلا في الحقّ، ولا حياة إلا في بذلها للآخرين.