رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانت طاعة إبراهيم كاملة في قلبه لكنها كانت جزئية في تنفيذها فخرج أولًا من أور الكلدانيين ومعه والده تارح، ولا ندري لماذا خرج تارح؟ هل كان متعلقًا بابنه إبراهيم؟ أم وجد الفرصة سانحة لترك العبادة الوثنية...؟ على أي الأحوال خرج تارح معه إبراهيم إلى حاران وتوقف الموكب في حاران حوالي 15 عامًا، إذ لم يكن إبراهيم قادرًا على الانطلاق منها إلاّ بعد موت والده تارح الذي غالبًا ما استثقل التحرك نحو كنعان فأعاق الموكب كله. ليته لا يكون لنا في خروجنا من أور الكلدانيين تارحًا مرافقًا لنا حتى لا نتوقف في حاران سنوات طويلة بل ننطلق مسرعين نحو كنعان السماوية، نتمتع بمواعيد الله بلا عائق. إن كانت كلمة "أور" تعني (ضياء) ، وكلمة "تارح" غالبًا ما تعني (ماعز جبلي)، وكلمة "حاران" تعني (جبلي) ، فإنه يليق بنا أن نخرج من ضياء الكلدانيين وبريقهم الجذاب منطلقين دون الارتباط بالأمور التافهة مثل: "الماعز الجبلي" حتى لا ننطلق إلى حاران إي المناطق الجبلية بل نسرع نحو كنعان التي تفيض عسلًا ولبنًا. أخيرًا إذ مات "تارح" بعد حوالي 15 عامًا في حاران استطاع إبرام أن يطيع الدعوة الإلهية لا على مستوى جزئي وإنما بسرعة فائقة، متجهًا نحو كنعان، ويبدو أن الرحلة كلها لم تستغرق أكثر من سنة. |
|